أفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، إن مطار العاصمة صنعاء تعرّض عصر اليوم الثلاثاء لغارات جوية إسرائيلية، في تصعيد لافت في مسار الحرب الإقليمية المتصاعدة منذ اندلاع العدوان على غزة.
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن عشرات الطائرات الحربية شاركت في عملية جوية “واسعة النطاق” ضد أهداف داخل اليمن، في إشارة إلى تنسيق أمني وعسكري عالي المستوى بين تل أبيب وواشنطن.
وفي وقت سابق من اليوم، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرًا بإخلاء منطقة مطار صنعاء الدولي، الذي يخضع لسيطرة جماعة الحوثي، تمهيدًا لاستهدافه، وهو ما اعتُبر مؤشراً واضحاً على نية مسبقة لشن هجوم جوي.
ويأتي هذا التطور بعد يوم واحد فقط من غارات إسرائيلية سابقة على الأراضي اليمنية، قالت الحكومة الإسرائيلية إنها نُفذت بالتنسيق مع الولايات المتحدة، كردّ مباشر على الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار بن غوريون يوم الأحد، والذي تبنّاه الحوثيون في إطار تضامنهم مع غزة.
مراقبون.. اليمن يدخل معادلة الردع الإقليمي
الهجوم الإسرائيلي على مطار صنعاء لا يمكن قراءته بمعزل عن التغيرات الجوهرية التي تشهدها الجغرافيا السياسية للمنطقة منذ بدء العدوان على غزة. فاليمن، الذي كان ينظر إليه سابقا كجبهة ثانوية أو بعيدة، بات اليوم لاعبا إقليميا حاضرا في معادلة “الردع من الأطراف”، التي تتبناها قوى المقاومة الإقليمية، وعلى رأسها أنصار الله.
من جهة أخرى، يعكس التنسيق العلني بين إسرائيل والولايات المتحدة في استهداف اليمن انتقال واشنطن من موقع “الضامن” للاستقرار إلى شريك مباشر في التصعيد، الأمر الذي يهدد بتوسيع رقعة المواجهة نحو البحر الأحمر، وربما أبعد من ذلك.
كما أن استهداف مطار صنعاء، باعتباره مرفقًا مدنيًا، حسب مختصين في القانون الدولي، يطرح تساؤلات جدية حول شرعية العمل العسكري وتبعاته الإنسانية، وسط صمت دولي يكرس سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع القوانين الدولية.
