شهدت مدينة الداخلة، في جنوب المملكة المغربية، زيارة رسمية هامة لوفد برلماني إسباني يضم عدداً من أعضاء مجلس الشيوخ، على رأسهم السيناتور خيسوس كايسيدو بيرنابي، والسيناتور إنييكو فرناندز، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية واستكشاف فرص التعاون الاقتصادي والثقافي بين المغرب وإسبانيا، وخاصة في الأقاليم الجنوبية.
واستُهلّت الزيارة بلقاء جمع الوفد الإسباني برئيس مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، السيد ينجا الخطاط، حيث تم تقديم عرض شامل حول الإمكانيات التنموية التي تزخر بها الجهة في قطاعات الصيد البحري والفلاحة والسياحة والطاقات المتجددة، بالإضافة إلى المشاريع الطموحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
كما استعرض السيد الخطاط تطورات قضية الصحراء المغربية، مبرزاً الدينامية التي تشهدها المبادرة المغربية للحكم الذاتي، والدعم الدولي المتنامي لها، مع التأكيد على مسؤولية الجزائر المباشرة في استمرار النزاع الإقليمي وعرقلة جهود التسوية السياسية.
كما عقد الوفد اجتماعا مطولا مع رئيس بلدية الداخلة الذي قدم عرضا مستفيضا حول التطور الاقتصادي المرموق الذي عرفته المدينة مما جعلها جوهرة سياحية وقطبا اقتصاديا في أقصى جنوب المملكة.
وتأتي هذه الزيارة في سياق سياسي حساس داخل إسبانيا، حيث يتعرض رئيس الحكومة بيدرو سانشيز لانتقادات تحت قبة مجلس الشيوخ بسبب دعم إسبانيا للمقترح المغربي وفي الوقت الذي اصطف بعض أعضاء مجلس الشيوخ من ذوي الحزب الشعبي على الاطروحات المناوئة لليسار المتطرفة المعروف بولائه لأطروحات الجزائر،
وتُعَدّ زيارة وفد مجلس الشيوخ الإسباني إلى الداخلة مؤشراً على انفتاح المكونات البرلمانية لأبرز الاحزاب الإسبانية على واقع الأقاليم الجنوبية ووقوفها على الإنجازات الهائلة التي حققتها المملكة في الأقاليم الصحراوية كما تتزامن مع زيارات عدد من الساسة الإسبان المرموقين.