دوليسياسة
أخر الأخبار

هدوء حذر في كشمير.. بعد اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية

أعلنت السلطات الهندية أن منطقة وادي كشمير شهدت أول ليلة هادئة منذ ستة أيام، دون أصوات الطائرات أو دوي القصف، في إشارة إلى التزام فعلي باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان.

وأفاد مسؤولون رسميون بأنه لم يتم تسجيل أي خروقات لوقف إطلاق النار في أي من القطاعات الواقعة على طول خط السيطرة منذ الساعة الحادية عشرة من مساء السبت، وذلك بحسب ما نقلته وكالة “برس تراست أوف إنديا”، اليوم الأحد.

ويأتي هذا الهدوء عقب إعلان الجانبين توصلهما إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، عقب محادثات بوساطة أمريكية. وقد أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده نجحت في التوسط بين الطرفين، مشيرًا إلى أن الهند وباكستان وافقتا على الالتزام بوقف التصعيد وتهدئة التوترات.

وكانت المنطقة قد شهدت في الأسابيع الأخيرة واحدة من أعنف موجات التوتر منذ عقود، تمثلت في تبادل القصف المدفعي والصاروخي، وهجمات عبر الطائرات المسيّرة، مما أثار قلقًا دوليًا من احتمال اندلاع صراع مفتوح بين البلدين النوويين.

 هدنة هشة أم بداية لتسوية مستدامة؟

الهدوء المفاجئ في كشمير، وإن كان موضع ترحيب، لا يخفي هشاشة الوضع في المنطقة، ويعيد إلى الواجهة تعقيدات النزاع الذي ظل لعقود مصدرًا دائمًا للتوتر بين الجارين النوويين. اتفاق وقف إطلاق النار، رغم أهميته، لا يتعدى كونه إجراءً تكتيكيًا ما لم يُعالج جوهر الأزمة الكشميرية سياسيًا وحقوقيًا.

فالمواجهة الأخيرة حسب مراقبون، أظهرت بوضوح استعداد الطرفين للدخول في تصعيد واسع النطاق، مدفوعين بخطابات قومية وضغوط داخلية، خاصة مع تصاعد النزعة الشعبوية في كلا البلدين. وفي ظل غياب آلية حقيقية للحوار الثنائي، يبدو الاعتماد على وساطات دولية، كالمبادرة الأمريكية الأخيرة، حلًا مؤقتًا لا يستند إلى أرضية صلبة.

من جانب آخر، فإن تدخل واشنطن في نزع فتيل الأزمة يظهر سعيها إلى ضبط إيقاع التوترات الإقليمية، خصوصًا في المناطق الحساسة نوويًا، لكنه أيضًا يعكس استمرار النظرة الاستراتيجية الأمريكية إلى جنوب آسيا بوصفها منطقة قابلة للاشتعال، تحتاج إلى ضبط لا إلى حلول جذرية.

إن استمرار وقف إطلاق النار مرهون بإرادة سياسية حقيقية لدى نيودلهي وإسلام آباد، لتجاوز الحلول الأمنية والعودة إلى طاولة الحوار السياسي. وإلا فإن هذا الهدوء قد لا يكون سوى استراحة قصيرة في انتظار جولة أكثر خطورة من المواجهة.

https://anbaaexpress.ma/o43pe

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى