آراءسياسة
أخر الأخبار

مشروع الحكم الذاتي.. بين الممكن و المستحيل

و عكس ما كان متوقعا فالنظام الجزائري الذي كان يخفي أطماعه في الحصول على منفذ على المحيط الأطلسي، افتعل نزاعا على غير أساس منطقي مع المغرب حول منطقته الجنوبية المحررة، و بتنسيق مع القدافي احتضن حركة انفصالية تروج لحقه الصوري فيها..

عبد الغني القاسمي

منذ أن استعاد المغرب سيادته على أقاليمه الجنوبية التي رزحت تحت الهيمنة الإستعمارية لجارته إسبانيا طيلة عقود، لم يتوقف خلالها عن حقوقه المشروعة في استكمال وحدته الترابية التي توزعت أجزاؤها في الشمال و الجنوب، كما في الشرق و الغرب بين عدة أطراف أجنبية..

و قد تحقق الإستقلال سنة 1956 و لكنه ظل منقوصا، و بخصوص أقاليمنا الجنوبية المشار إليها، خاض جيش التحرير المغربي معارك ضارية بلغ صداها الرأي العام الدولي، و تطور الصراع مع الجارة الشمالية إلى اضطرار جلالة الملك الراحل الحسن الثاني لتنظيم المسيرة الخضراء المظفرة، التي توجت بتحرير ذلك الجزء الغالي من الوطن.

و عكس ما كان متوقعا فالنظام الجزائري الذي كان يخفي أطماعه في الحصول على منفذ على المحيط الأطلسي، افتعل نزاعا على غير أساس منطقي مع المغرب حول منطقته الجنوبية المحررة، و بتنسيق مع القدافي احتضن حركة انفصالية تروج لحقه الصوري فيها، و أدى به الحال إلى إيوائها و تسليحها و تأطيرها على أرض تندوف التي يديرها، بالرغم من كونها بدورها جزء من الصحراء الشرقية المتنازع عليها مع المغرب.

و حتى لا يكون من شأن هذا النزاع المفتعل تهديد الأمن و الإستقرار و السلام في المنطقة و بعد محاولات عديدة لثني النظام الجزائري عن المضي في مؤامراته الدنيئة الهادفة إلى تقسيم بلادنا إلى أشلاء يسهل معها التقليص من دورها الريادي عربيا و إسلاميا و إفريقيا و صوتها المسموع على امتداد الصعيد العالمي، ارتأى جلالة الملك محمد السادس بحكمته و إرادته الصادقة مدعوما بالقوى الوطنية الحية و سائر الشعب المغربي سنة 2007، تقديم مشروع الحكم الذاتي لأقاليمنا الجنوبية ليدبر سكانها شؤونهم بأنفسهم تحت السيادة المغربية..

و قد تفهم العالم أجمع الجدوى من هذا المشروع و أبعاده و مراميه الإيجابية، و لذلك قررت الأمم المتحدة اعتباره الحل الوحيد للخروج من هذه الدوامة الجوفاء التي اختلقها النظام الجزائري و ظل يضلل بها بعض الجهات الدولية طيلة 75 عاما.

والحالة هاته، هل شرع حكام الجزائر في استرجاع وعيهم بالجنوح إلى الحق و الكف عن الغي ؟ هل سيرجحون كفة الحوار المفتوح و الصريح على مائدة المفاوضات بنفس جديد و روح مسؤولة و التنصل من مخططات متجاوزة انتهت صلاحيتها بانتهاء الحرب الباردة و سقوط حلف وارسو أيام زمان ؟

لا أدري شخصيا إن كانوا لازالوا يحلمون بالمستحيل على حساب رؤية مستقبلية بناءة تقتضي منهم الإنخراط في عملية توحيد الصف في المنطقة بدل تشتيت الشمل و فك أوصاله.

وآخر ما سمعته من “محلل سياسي” معروف بعدائه لبلادنا من خلال مداخلاته في قنوات البلد الجار قوله: على البوليزاريو ألا يخضع لإغراءات المخزن حتى و لو سلموه الصحراء ليحكمها وحده و دون أية علاقة سيادية مغربية..

و تعليقي على هذا السفيه أختزله فيما يلي:
أولا، الحل الوحيد المتمثل في تنزيل الحكم الذاتي لا يعني التنازل لما يسمى البوليزاريو ليحكموا صحراءنا لكون الصحراء المغربية لها سكانها وهم الذين سيحكمونها تحت السيادة المغربية.

ثانيا لن يسمح للبوليزاريو بأن تطأ قدمه الصحراء إلا بعد إجراء إحصاء سنتعرف من خلاله عن من هو من أبناء الصحراء الحقيقيين بما يثبت ذلك و كان محتجزا في مخيمات الحمادة، و من زج به وسط الصحراويين الذين نعتبرهم مغاربة و ليسوا دخلاء لا يربطهم مع الصحراء المغربية أي رابط، و ماهو ممكن سنوافق عليه و ماهو مستحيل سنرفضه.

* محلل سياسي 

https://anbaaexpress.ma/fyc1u

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى