في خطوة تعكس توجها استراتيجيًا جديدًا، قررت مدينة غرناطة الأندلسية تعزيز حضورها في السوق السياحي المغربي، مستهدفة شريحة الزوار ذوي القدرة الشرائية المرتفعة، حيث تشير الإحصاءات إلى أن السائح المغربي ينفق في المتوسط نحو 1700 يورو خلال إقامته، وهو رقم يفوق متوسط إنفاق العديد من الجنسيات الأخرى.
وبهدف تقوية هذا التوجه، زارت بعثة من المجلس الإقليمي للسياحة في غرناطة مدينة الدار البيضاء لعقد شراكات مع وكالات السفر المغربية، وترويج إدراج غرناطة ضمن العروض السياحية. وقد ترأس الوفد كل من فرانسيس رودريغيث، رئيس المجلس، ومارتا نييڤاس، نائبة السياحة والتراث، ضمن إطار استراتيجية إسبانية-مغربية لتنشيط الحركة السياحية بين الضفتين.
الزيارة تمّت بدعم من اتفاقية تعاون مع شركة السياحة والرياضة الأندلسية، وبمرافقة مؤسسات ثقافية وسياحية بارزة، مثل قصر الحمراء والعروض الفلامنكية، بالإضافة إلى ممثلين عن وزارة السياحة المغربية وسفارة إسبانيا بالرباط.
ويُعزى هذا الاهتمام الإسباني بالسوق المغربي إلى عدة عوامل، أبرزها ارتفاع الإنفاق الفردي، وتفضيل السياح المغاربة للإقامة الفندقية، واعتمادهم بنسبة 92% على وكالات السفر، ما يسهل الشراكات المؤسسية والتجارية.
وفي تقرير حديث لمصدر إسباني مختص في أخبار السياحة، أكد تزايد أعداد السياح المغاربة إلى إسبانيا عام 2023، ليصل إلى 2.1 مليون مسافر، بزيادة 22.8% مقارنة بالعام السابق، وأظهر أن نصفهم تقريبًا من أصحاب التعليم الجامعي، وأن 65.5% من قرارات السفر تُتخذ من قبل نساء.
غرناطة، بمزيجها من الأمان والمطبخ المتميز والشواطئ والمناخ المعتدل، تبدو في موقع مثالي لجذب هذه الفئة المتنامية من السياح، في إطار رؤية جيو-اقتصادية جديدة تعي تحولات السوق المغربي وتستعد لاستثمارها.