أعلنت موسكو استعدادها لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع حكومة طالبان في أفغانستان، في خطوة جديدة تترجم تقارباً دبلوماسياً لافتاً بين الطرفين.
وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي، أليكسي أوفرشوك، الجمعة، أن بلاده مستعدة للعمل مع كابول على تطوير مشاريع في مجالات الطاقة والبنية التحتية، مشيداً بجهود الحكومة الأفغانية لتحفيز اقتصاد البلاد.
وجاءت تصريحات أوفرشوك خلال المنتدى الاقتصادي الروسي الأفغاني في مدينة قازان، حيث اعتبر أن “الوحدة التي حققتها الحكومة الأفغانية الحالية تشكّل أساساً مهماً للشراكة”، مضيفاً: “نحن نرحب بهذا الطموح، ومستعدون للعمل معاً”.
وفي خطوة رمزية ذات دلالات سياسية، صادقت المحكمة العليا الروسية في أبريل الماضي على إزالة حركة طالبان من قائمة التنظيمات الإرهابية، ما فتح الباب أمام تعاون اقتصادي أوسع، بما في ذلك إمكانية تعيين طالبان سفيراً لها في موسكو.
وأوضح أوفرشوك أن هناك “إمكانات جيدة” لتشييد مشاريع مشتركة في قطاعي الطاقة والبنية التحتية، مشيراً إلى أن النقل والري يمثلان أيضاً مجالات واعدة للتعاون.
كما شدد على اهتمام موسكو بتطوير خطوط السكك الحديدية التي تمر عبر أفغانستان، نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي بين جنوب ووسط آسيا.
من جانبه، دعا نائب رئيس الوزراء الأفغاني، عبد الغني برادار، الشركات الروسية للاستثمار في بلاده، مؤكداً أن كابول “ستوفر الضمانات الأمنية والقانونية اللازمة” للمستثمرين. وقال برادار، في كلمته خلال المنتدى: “نطمح لأن تصبح أفغانستان مركزاً إقليمياً للتجارة والنقل”.
وكانت طالبان قد استولت على العاصمة كابول في 15 غشت 2021، عقب انهيار الحكومة المدعومة أمريكياً، وما تبعه من انسحاب كامل للقوات الأمريكية من الأراضي الأفغانية.