أثارت صحيفة موندو ديبورتيفو جدلا واسعًا بعد أن نشرت خبرًا عن صعود نادي أتلتيكو سبتة (AD Ceuta FC) إلى دوري الدرجة الثانية الإسباني، ووصفت فيه الفريق بأنه “ثالث نادٍ من أصل مغربي” يشارك في كرة القدم الاحترافية بإسبانيا، بعد أتلتيكو تطوان وAGD سبتة.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الصعود يضع الفريق إلى جانب ناديي تطوان وAGD سبتة كأندية ذات “أصل مغربي” في تاريخ الكرة الاحترافية الإسبانية.
لكن هذا الطرح قوبل بردّ فوري وحازم من الاتحاد الملكي لكرة القدم في سبتة (المحتلة)، الذي اعتبر المقال “خارجا عن الواقع”، مؤكدًا أن نادي أتلتيكو سبتة، رغم جذوره المرتبطة بأتلتيكو سبتة التاريخي وصلته بأتلتيكو تطوان، “ليس من أصل مغربي بأي شكل من الأشكال، كما يدرك ذلك أي مواطن إسباني”، بحسب البيان.
وأضاف الاتحاد، برئاسة أنطونيو غارسيا غاونا: “نأسف وندين بشدة العنوان الذي نشرته صحيفة موندو ديبورتيفو تحت عنوان (سبتة هو ثالث فريق من أصل مغربي يشارك في كرة القدم الاحترافية)”.
وأكد البيان أن “سبتة هي إسبانيا. مدينتنا إسبانية مثلها مثل بارباتي أو لا ريوخا أو أستورياس أو مدريد، وكذلك أنديتنا ورياضيونا ومؤسساتنا.
لا مجال لتفسيرات ملتبسة أو إشارات خاطئة حين يتعلق الأمر بأرض تشكل جزءا من الدولة الإسبانية بكل شرعية واعتزاز”، حسب وصف البيان.

والجدل الذي أثارته صحيفة موندو ديبورتيفو لا يمكن فصله عن السياق الجغرافي والسياسي والثقافي المعقد لمدينة سبتة (المحتلة)، الواقعة في شمال المغرب والخاضعة للسيادة الإسبانية، والتي لطالما شكلت نقطة توتر بين الرباط ومدريد.
والرد السريع من الاتحاد الملكي لكرة القدم في سبتة ليس مجرد دفاع رياضي، بل هو موقف سياسي في جوهره.
التنديد باستخدام عبارة “أصل مغربي” يعكس حساسية مفرطة لدى المؤسسات الإسبانية من أي سردية يمكن أن تفسر على أنها تشكيك في إسبانية سبتة أو مليلة (المحتلتين)..
وهنا تتداخل الرياضة بالهوية الوطنية، حيث لا يتم التساهل مع المصطلحات حتى لو كانت واردة في سياق رياضي أو تاريخي.
فالقضية أكبر من مجرد خبر رياضي إذ تسلط الضوء على عمق التوترات الرمزية حول سبتة (المحتلة) وموقعها بين المغرب وإسبانيا، وتكشف كيف يمكن لعبارة عابرة في تقرير رياضي أن تفتح ملفات السيادة، الهوية، والتاريخ الاستعماري من جديد.