في خطوة قد تعيد خلط أوراق الأزمة الأوكرانية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه إجراء محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين المقبل، لبحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أن هدف المكالمة هو “وقف حمام الدماء”، بحسب منشور له على منصته الخاصة “تروث سوشال”.
ويأتي هذا الإعلان في أعقاب مباحثات مباشرة جرت في تركيا بين وفدين من روسيا وأوكرانيا، ما يعكس زخماً دبلوماسياً متجدداً في ظل تعثر الحلول الميدانية.
ترامب، الذي يسعى للعب دور محوري في مسار التهدئة، أشار إلى نيته إجراء اتصالات مماثلة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالإضافة إلى مشاورات مرتقبة مع قادة في حلف شمال الأطلسي، وذلك بعد محادثته مع بوتين. وأعرب عن أمله في أن يكون “يوماً مثمراً”، معتبراً أن وقف إطلاق النار بات ضرورة ملحة.
من جهة أخرى، أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، السبت، محادثة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أعاد خلالها التأكيد على التزام واشنطن بإيجاد مخرج سياسي للنزاع، بحسب المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس.
دخول ترامب مجددا وفق مراقبين على خط الأزمة الأوكرانية يظهر رغبته في توظيف نفوذه السياسي والدبلوماسي كعنصر فاعل، سواء في سياق التنافس الانتخابي أو استعادة صورة القائد القادر على صنع السلام.
كما أن اتصالاته المزمعة مع طرفي الصراع، ومع الناتو، توحي بسعيه لإظهار توازن في الطرح، وإن ظل موقفه المعلن أقرب إلى الواقعية السياسية منه إلى الإدانة.
لكن يبقى نجاح هذا التحرك رهينًا بتفاعل موسكو وكييف مع الطرح، ومدى قبوله داخل أروقة حلف الناتو الذي يشكل العمق الاستراتيجي لأوكرانيا في هذا النزاع المعقد.