الشرق الأوسطتقاريرسياسة
أخر الأخبار

ترامب يبتز الخليج.. والصين ترد بالرشاوى الناعمة!

الخليج في مرمى نيران الصراع الأميركي – الصيني.. وترامب يفتح جبهة موازية مع الدولة العميقة

تحليل خاص لـ”أنباء إكسبريس”

في ظل الوضع الإقليمي والدولي المقلق، تتسارع وتيرة التحولات الجيوسياسية في منطقة الخليج، حيث باتت ساحة مفتوحة لصراع خفي بين القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة بقيادة الرئيس الحالي دونالد ترامب، والصين الصاعدة بقوة على المسرح العالمي.

هذا الصراع، الذي يتخذ أشكالًا اقتصادية واستراتيجية ناعمة، ينذر بتفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية في الخليج، وسط غموض يكتنف مستقبل التوازنات الدولية.

في أعقاب الجولة الخليجية الأخيرة التي قام بها الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، والتي حصد من خلالها عقودًا بمليارات الدولارات من دول الخليج.

يُجمع عدد من الخبراء والمحللين على أن المنطقة مقبلة على تحولات جيوسياسية عميقة قد لا تكون في صالح الاستقرار الإقليمي، خصوصًا في ظل اشتداد الصراع الاقتصادي والسياسي بين الولايات المتحدة والصين، ذلك الصراع الذي بات يأخذ طابعًا “خفياً” وغير مباشر، لكنه لا يقل فتكًا وتأثيرًا من الصراعات العسكرية التقليدية.

الصين تدخل على خط الخليج بعد “نقلة ترامب”

لقد دفعت الجولة “الناجحة” لترامب في الخليج القيادة الصينية إلى إعادة النظر في موقفها السلبي أو المتردد تجاه المنطقة.

فبينما استُقبل ترامب بحفاوة واستفاد من سخاء الخليج المالي، أدركت بكين أن الصمت وعدم التحرك قد يعني خسارة موطئ قدم استراتيجي في قلب العالم العربي.

وبحسب رصد مركز أنباء إكسبريس للدراسات والأبحاث، فإن الصين ستبدأ في تنفيذ سلسلة من الخطوات التصعيدية والناعمة على السواء، بدءًا بإلغاء التأشيرات لتعزيز التبادل البشري، مرورًا بتقديم عروض استثمارية ضخمة، وصولًا إلى طرح مشاريع تعاون اقتصادي تضع دول الخليج أمام إغراءات لا يمكن تجاهلها.

أميركا.. من السخاء إلى الابتزاز

في المقابل، لا تملك الولايات المتحدة، حتى في ظل إدارة ترامب، ما تقدمه من حوافز اقتصادية ملموسة كما تفعل الصين.

فالعلاقات الخليجية-الأميركية في جانبها المالي تميل في الغالب لصالح واشنطن. ومتى ما بدأت دول الخليج في إبداء ميول واضحة نحو الصين، فإن الترسانة الأميركية تبدأ بالتحرك: ضغوط سياسية، ترهيب، تشكيك داخلي، دعم تيارات مناوئة، بل وإثارة التناقضات داخل بنية الحكم الخليجية. هذا النمط الأميركي بات يُعرف اليوم بـ”المسار البريطاني”، والذي يقوم على الابتزاز بدل الشراكة.

ترامب في مواجهة الدولة العميقة.. تصعيد داخلي وانعكاسات خارجية

ولا يمكن فهم المشهد الإقليمي بمعزل عن الصراع الداخلي المتصاعد داخل الولايات المتحدة نفسها، بين الرئيس دونالد ترامب ومؤسسات “الدولة العميقة”، التي تشمل أجهزة الاستخبارات، والبيروقراطيات العسكرية، ومراكز النفوذ المالي والإعلامي.

وقد سبق لمركز أنباء إكسبريس للدراسات والأبحاث أن أشار في تقرير خاص، إلى وجود تصدعات عميقة بين إدارة ترامب الحالية وهذه المؤسسات، رغم ما يُروَّج إعلاميًا من لقاءات واتفاقيات.

كما تم رصد ضعف تنسيق واضح بين إدارة ترامب والدول الأوروبية، ما يُفسَّر أحيانًا بتوجهات ترامب “الانعزالية” وأولوياته التي تتعارض مع الأجندة التقليدية لحلف شمال الأطلسي والغرب بشكل عام.

الخليج بين المطرقة والسندان

في ضوء ما سبق، تبدو منطقة الخليج وكأنها تقف على مفترق طرق حرج. فمن جهة، هناك رغبة في تنويع الشراكات والانفتاح على الصين والقوى الآسيوية الصاعدة.

ومن جهة أخرى، هناك تهديدات أميركية مبطنة – وأحيانًا معلنة – قد تعرقل هذا التوجه أو تجعله مكلفًا أمنيًا وسياسيًا.

ومع غياب رؤية استراتيجية خليجية موحدة، فإن الأوضاع في المنطقة مرشحة للتدهور بشكل حاد وسريع، حتى قبل وقوع صدام مباشر بين بكين وواشنطن.

فالمعركة التي تدور الآن ليست فقط على الأرض أو عبر الاقتصاد، بل داخل العقول، ومراكز القرار، والهياكل الحاكمة.

https://anbaaexpress.ma/02me3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى