سياسةمجتمع
أخر الأخبار

البوليساريو يهدد المدنيين في الصحراء.. انزلاق إرهابي معلن وخطير؟

التصريحات الأخيرة لأحد قادة ميليشيا البوليساريو التي تستهدف بشكل علني المستثمرين والسياح في الصحراء المغربية تعيد فتح النقاش حول الطبيعة الإرهابية للحركة الانفصالية المدعومة من الجزائر.

في تصعيد لفظي جديد تنبعث منه رائحة القلق، أدلى مصطفى سيدي علي البشير، الذي يُقدَّم بصفته “وزير الأراضي والشتات الصحراوي” ضمن الحركة الانفصالية البوليساريو، بتصريحات صريحة تهدد المدنيين الأجانب الموجودين في الصحراء المغربية.

ووفقاً لتصريحاته، فإن المستثمرين والسياح الدوليين الذين يزورون هذه المنطقة يُعتبرون “أهدافاً مشروعة” يمكن مهاجمتهم“ في أي وقت”.

هذه التصريحات، التي تُعد بوضوح شكلاً من أشكال الترهيب المسلح، تضاف إلى سلسلة من التصريحات المماثلة التي صدرت عن هذا الشخص نفسه في الماضي.

ففي عام 2021، دعا سيدي علي البشير إلى “الضرب في كل مكان ممكن”، متهماً المغرب بتحويل الصحراء إلى “منطقة غزو اقتصادي”.

وفي عام 2023، صرّح بأن “الشركات الأجنبية التي تستثمر في الصحراء ستتحمل العواقب”، وهو تهديد غير مباشر أثار استياء الأوساط الدبلوماسية حينها.

نحو تطرف رسمي “البوليساريو: نحو تبني مبدأ العنف والارهاب كخيار استراتيجي”؟

تأتي هذه التهديدات الجديدة في سياق يشهد فيه البوليساريو حالة ضعف عسكري ودبلوماسي، ويبدو أنه ينزلق بشكل متزايد نحو خطاب وتكتيكات قريبة من ممارسات الجماعات الإرهابية.

فالهجمات التي استهدفت سائقي شاحنات مدنيين في المنطقة العازلة، والروابط المشتبه بها بين بعض عناصره وشبكات الجريمة في منطقة الساحل، إضافة إلى الدعاية الإعلامية التي تروّج للعنف، كلّها أمور أثارت قلقاً متزايداً في عدة عواصم غربية.

ويقدّر بعض الخبراء اليوم أن الوقت قد حان لإعادة تصنيف البوليساريو، ليس كحركة انفصالية فقط، بل كتنظيم يشكل خطراً أمنياً كبيراً، بل وربما إرهابياً.

الجزائر وراء الستار

تعتبر الجزائر، التي لم تتخل عن دعم البوليساريو منذ السبعينيات، لاعباً مركزياً في تغذية هذا المنحى الخطير، في وقت يمر فيه النظام العسكري الجزائري بأزمة داخلية عميقة.

فعلى المستوى الدبلوماسي، تواصل الجزائر تعطيل أي حل سلمي يقوم على المبادرة المغربية للحكم الذاتي.

وعلى المستوى العسكري، فإن تسليم الأسلحة واستمرار وجود قواعد لوجستية للبوليساريو في مخيمات تندوف يطرحان تساؤلات حقيقية حول تورط مباشر لدولة في ديناميكية تهديدات تستهدف مدنيين أجانب.

وفي وقت تستثمر فيه عدة دول، من بينها الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا والإمارات العربية المتحدة، بشكل مكثف في الأقاليم الجنوبية للمغرب، لا يمكن أن تمر هذه التهديدات دون رد.

وجدير بالذكر، فاستمرارها وحدتها يفرضان مراجعة استراتيجية لوضع البوليساريو على المستوى الدولي.

ختاما: يبدو أن زمن الخطابات الملتبسة قد ولى. فالبوليساريو، وعلى لسان مسؤوليه، يتبنى اليوم بوضوح منطق المواجهة مع الفاعلين المدنيين في المنطقة، بأسلوب يُذكّر بممارسات الجماعات الإرهابية في الساحل. ومن واجب المجتمع الدولي أن يستخلص العبر ويتخذ الإجراءات اللازمة.

https://anbaaexpress.ma/y1jz2

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: هناك معاهدات و مواثيق برعاية الامم المتحدة.. و من يتعدى حدود النظام العالمي سيكون فريسة لأحكام جزافية تأتي على الأخضر و اليابس…
    وبالعامية الدارجة… حرْ.. بَشْ … لمن يتطاول على الحق و الحقوق… أو يا لكَاطع الواد شَمرْ على كساتكْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى