آراءمنوعات
أخر الأخبار

الإستفزاز الجميل..

عبد الله فضول

في بعض الأحيان تقرأ كتابًا أو تشاهد عملًا فنيًا تشكيليًا، فتجد أنه يستفزك فكريًا ويدعوك إلى التأمل والتفكير بدلًا من مجرد الاستهلاك أو التلقي السلبي. إنه يدفعك لإعادة النظر في مفاهيمك، ويثير أسئلة عميقة تجعلك تتفاعل بوعي مع ما تراه أو تقرأه.

والذين يملكون هذه القدرة على إثارة التفكير قليلون، يستفزون عقلك ويجبرونك على إعادة النظر في مفاهيمك.

وقد يكون ذلك لأنهم يمتلكون رؤية مختلفة أو قدرة فريدة على صياغة الأفكار بأسلوب يوقظ التساؤلات داخلك، ويُحرك فيك رغبة للبحث والتأمل.

لهذا كثر الكُتّاب وقلَّ المُبدعون، فأصبحت كثرة الإنتاج أحيانًا تطغى على الجودة والعمق. ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى أصوات أصيلة تُوقظ الفكر وتُضيء العقول، بدلًا من الاستهلاك السريع والمحتوى السطحي.

سهل إذن أن نكتب، وسهل أيضًا أن ننتج بكثرة، لكن الإشكال الحقيقي هو غياب العمق والفكرة الأصيلة التي تترك أثرًا دائمًا. لهذا ينبغي أن تحذونا الرغبة في الإبداع الهادف، والبحث عن الجودة التي تُلهِم وتُثري العقول بدلًا من السعي وراء الكثرة فقط.

بعض من الكُتّاب والمبدعين ألفوا كتابًا أو كتابين فقط، ولكن أفكارهم كانت قوية ودافعة، وتركت تأثيرًا لا يُنسى.

بل هناك مفكرون آخرون لم يتركوا وراءهم أي كتاب مكتوب، ولكنهم ألهموا بعُمق فكرهم وحِدّة بصيرتهم أجيالًا كاملة. أفكارهم عاشت في العقول والقلوب، وتركت بصمات واضحة في مسارات الفكر والثقافة.

إن الإبداع الحقيقي لا يُقاس بعدد الأعمال، بل بعمق الأثر الذي يتركه في الوعي والوجدان.

* كاتب مغربي

https://anbaaexpress.ma/y9p6v

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى