أفريقياسياسةعاجل
أخر الأخبار

اغتيال غنيوة الككلي: لحظة انفجار من الداخل وسيناريو محتمل ما بعد الدبيبة

في واحدة من أكثر العمليات دقة وإثارة للجدل منذ سقوط نظام القذافي، قُتل عبد الغني الككلي، المعروف باسم “غنيوة”، مساء الاثنين 12 ماي 2025، في معسكر التكبالي، داخل طرابلس، في عملية بدت كأنها تصفية ميدانية شاركت فيها أطراف متعددة، وانتهت إلى إعلان رسمي عن تغيّر المعادلة الأمنية في غرب ليبيا.

الحدث: شجار، غضب، ثم رصاص

بحسب مصادر أمنية موثوقة، حضر الاجتماع عدد من القادة الأمنيين من مصراتة وطرابلس، بينهم عبد السلام الزوبي (مدير الأمن العام)، عبدالله “الفراولة” الطرابلسي، عماد الطرابلسي، ومحمود حمزة قائد اللواء 444.

الاجتماع الذي كان يُفترض أن يكون تنسيقياً حول إعادة الانتشار الأمني داخل العاصمة، سرعان ما تحول إلى مواجهة لفظية عنيفة بين غنيوة وبعض القادة المصراتيين.

تطورت الأمور إلى اشتباك مسلح داخل المعسكر بين الحراسات المرافقة، أسفر عن مقتل غنيوة وعدد من مرافقيه، أبرزهم عبد الحميد المضغودة، اليد اليمنى له في جهاز دعم الاستقرار.

غلق المجال الجوي: بداية الحرب الصامتة

فوراً بعد الحادث، أُغلِق المجال الجوي الليبي الممتد من الحدود التونسية إلى مدينة مصراتة، وتم منع طائرة من الإقلاع نحو تونس العاصمة، ما يؤشر على مخاوف من تهريب شخصيات مطلوبة أو تسريبات حساسة.

كما شهدت طرابلس تبادل إطلاق النار مكثف نتج عنه قرار بمنع التجول من طرف حكومة الوحدةًالوطنية.

القرار اعتُبر أول مؤشر على دخول البلاد في طور أمني جديد تتحرك فيه الأجهزة بشكل منفصل عن الهياكل السياسية الرسمية، وتُهيّأ فيه الأرضية لمشهد جديد كلياً.

المعركة على طرابلس: تصفية الحسابات الأخيرة

الاشتباكات التي تلت العملية في أحياء جنوب طرابلس مازالت حسب علمنا سارية وذات دالة: مقرات جهاز دعم الاستقرار أُخليت في غريان، وهناك معلومات مؤكدة عن نوايا لتفكيك كامل الجهاز، بما يشبه “تفكيك المنظومة القديمة لغنيوة”، في خطوة توازي إعداماً سياسياً كاملاً لمحمد المنفي الذي فقد أبرز أذرعه.

سيناريو المرحلة المقبلة: معالم التحول الكبير

استناداً إلى تطورات الميدان، وردود الفعل الإقليمية الصامتة، يُرجح المراقبون السيناريو التالي:

1. رحيل عبد الحميد الدبيبة خلافا لحساباته التي ترمي إلى تقوية نفوذه

• التوازن الجديد قد يُفضي إلى مجلس تنفيذي عسكري أو أمني يتولّى المرحلة الانتقالية والمستفيد الأكبر قد يكون حفتر.

2. تشكيل مجلس عسكري ثلاثي

• بمشاركة ممثلين عن الغرب (مصراتة)، الشرق (دائرة حفتر)، والجنوب (مكونات فزان).

• تكون مهمته إدارة المرحلة الانتقالية واحتواء الفوضى.

3. نهاية المجلس الرئاسي ومحمد المنفي

• بعد فقدانه لكل دعم عسكري، المنفي مرشح للخروج السلمي أو الإبعاد القسري من المشهد.

4. معارك محدودة لتصفية “مجموعات فائضة عن الحاجة”

• المجموعات التي لم تواكب التحول، سيتم إقصاؤها عبر معارك أمنية قصيرة ومركزة، خصوصاً في الزاوية وغريان وبعض أحياء العاصمة.

خاتمة: اغتيال بمثابة إعلان رسمي عن نهاية مرحلة

مقتل غنيوة الككلي وعبد الحميد المضغودة لم يكن مجرد “حادث أمني”، بل يمثل اغتيالاً رمزياً لمنظومة سياسية كاملة تشكلت بعد 2021، وعاشت على توازنات هشة بين الدبيبة والمنفي وغنيوة وكارة.

ما يُصاغ الآن هو مرحلة جديدة يقودها المحور العسكري/الأمني المدعوم من مصراتة وبعض الدوائر الدولية، فيما تراقب تركيا بصمت، وتترقب مصر وحفتر الفرصة للتموضع في المشهد المقبل.

https://anbaaexpress.ma/87573

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى