أفريقياتقارير
أخر الأخبار

اعتقال ماسرا.. وتداعيات العنف في جنوب تشاد: اتهامات بالتحريض تثير تساؤلات وسط ترقب سياسي وأمني “وثائق”

أنجمينا – الشيماء عبدالرحمن

في تطور مفاجئ زاد من تأزم المشهد السياسي والأمن الهش في تشاد، ألقت قوات الأمن القبض على “الدكتور أسيو نغار سوكسيه ماسرا”، رئيس حزب “المحولون” ورئيس الوزراء السابق، فجر اليوم الجمعة الموافق 16 مايو 2025.

وجاء الاعتقال في اعقاب أحداث عنف دامية شهدتها قرية مانداكاو، التي تقع على بُعد 18 كيلومتراً من مدينة بينامار، في محافظة لوغون الغربية بجنوب تشاد.

يوم 14 مايو، والتى أسفرت عن مقتل 42 قتيلاً من بينهم 12رجلاً – 17 طفلاً – 13 أمرأة. 79حالة حروق “تدنيس للجثث”- القبض على 82 مشتبها بهم.

تفاصيل الاعتقال:

وفقًا لمصادر أمنية، قامت قوات من الشرطة القضائية مدعومة بوحدات عسكرية بمداهمة منزل ماسرا بحى “غاسي” في الدائرة السابعة بأنجمينا.حوالي الساعة 5:56 صباحًا، واقتادته إلى مكان غير معلوم.

وقد نشر ندوليمباي نجيسادا، نائب رئيس حزب “المحولون” مقطع فيديو مسجلاً بكاميرات المراقبة يوثق لحظة الإعتقال، مؤكدا أن العملية تمت دون سابق إنذار.

الاتهامات الموجهة لمساسرا:

أعلن “عمر محمد كيدلاي”، مدعي الجمهورية التشادية، أن الاعتقال جاء نتيجة تحقيقات أجرتها السلطات بشأن أحداث العنف في مانداكاو، مشيراً إلى العثور على تسجيل صوتي نُشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي يُنسب لماسرا، ويتضمن حسب التحقيقات “تحريضا على العنف و دعوات لحمل السلاح” ضد إحدى المجتمعات المحلية.

وأكد “كيدلاي” أن التسجيل ساهم في تصعيد التوترات ، رغم عدم الكشف عن أدلة دامغة حول صلة “ماسرا” المباشرة بالأحداث .

رد فعل حزب “المحولون”:

وصف الحزب الاعتقال بـ”الأنتهاك السياسي”، وصفًا التهم الموجهة لماسرا بـ”المزورة”، مؤكداً أن التسجيل الصوتي المذكور مُعدل بتقنيات الذكاء الاصطناعي ويعود إلى أكثر من عامين، أنه جاء في سياق خطاب سياسي بعد أحداث 20 أكتوبر 2022 المشمولة بـ”عفو كينشاسا”. ودعا الحزب أنصاره إلى “الهدوء”، مطالبا بالأفراج الفوري عن زعيمه.

تفاصيل الاعتقال

تصريحات الوزراء الثلاثة:

في مؤتمر صحفي، أكد وزير الأمن العام والهجرة، الجنرال علي أحمد أغبش، أن الاعتقال “خطة مدروسة نفذت بعناية وفي الوقت المناسب”. وأوضح وزير الدولة وزير إدارة الأراضي، السيد ليمان محمد، أن “ميليشيا تحمل عصابات على رؤوسهم هي من نفذت هذه الجريمة”.

فيما أشار وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة، قاسم شريف محمد، إلى أن رئيس الوزراء الأسبق “يعتبر مواطناً كغيره أمام القانون”.

وفي تعليق آخر متصل، هاجم عمر المهدي بشارة، رئيس حركة الخلاص الوطني، أعضاء الحكومة، قائلاً: “في الوقت الذي يفترض فيه الحداد على أرواح المواطنين الأبرياء الذين قتلوا في جنوب البلاد، يرقص أعضاء الحكومة ورئيس البرلمان في احتفالات بمنطقة بحر الغزال بخريمة تكريم رئيس الجمهورية. هل هذا قرار في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد؟” واختتم حديثه بتقديم العزاء والشفاء للضحايا.

خلفية العنف في جنوب تشاد:

كشفت مصادر محلية لـ”سكاي تشاد” أن الأحداث بدأت كنزاع على ملكية أرض بين قبيلتي “الفلاتة والموندانغ”، قبل أن تتحول الى مواجهات دامية بتحريض من زعماء محليين وسياسيين.

بينما أشارت تحقيقات أولية إلى تورط 7 كانتونات في التحريض، مع تورط سكسيه ماسرا أيضاً في عمليات التحريض.

ألمحت بعض تقارير تشادية عن روابط بين دخول خبراء “أوكرانيين و فرنسيين” بجوازات سفر “مزورة” قبل فترة “مجزة مانداكاو” جنوب تشاد.

سياق سياسي متوترة:

يأتي الاعتقال في وقت يشهد تصاعدًا في الخلاف بين “ماسرا والسلطة”، خاصة بعد انتقاداته الأخيرة لـ”تجاهل تطبيق اتفاقية كينساشا”، ودعوته لتغيير جذري في الحكم عبر إعادة قراءة إتفاقية توماي”.

وردًا على ذلك قال “عبدالرحمن غلام الله”، الوزير السابق للمصالحة الوطنية “إتفاق كنيشاسا ليس دستورًا، بل كان وسيلة لعودة ماسرا.. والشعب أختار الديمقراطية ببرنامج الفائز”.

تأثيرات محتملة.. يراقب المراقبون تداعيات الاعتقال على:

1. الأستقرار الأمني: في ظل مخاوف من احتجاجات أنصار “المحولون “.
2. المشهد السياسي: مع تصاعد الخطاب المعارض واتهامات بالملاحظات الأنتقامية.
3. الوحدة الأجتماعية: بعد أحداث جنوب تشاد التي كشفت عن توترات عرقية عميقة.

في خلاصة القول:

تُركَب السلطة التشادية الإعتقال ضمن إطار محاربة التحريض على العنف، بينما يرى معارضو “ماسرا” أنه محاولة لإسكات صوت معارض بارز. وتظل الحقيقة غائبة حتى إتمام التحقيقات، فيما يبقى المشهد التشادي على صفيح ساخن من الترقب.

بيان حزب المحولون

https://anbaaexpress.ma/s02uk

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى