صدر مؤخراً كتاب “الخرائط الإسلامية في العصور الوسطى: دراسة استكشافية” من تأليف الدكتورة كارين بينتو، أستاذة التاريخ الإسلامي والشرق الأوسط بجامعة ولاية بويز، ترجمة الدكتور أنور محمود الزناتي – جامعة عين شمس – والدكتور عامر أبو جبلة – جامعة مؤتة – حيث يقدم الكتاب محاولة رصينة لاستعراض منهجية الرحالة والجغرافيين المسلمين في رسم الخرائط، وإعادة تقييم هذه الخرائط عبر أسس علمية ومنطقية لفهم البناء العام للخريطة.
يؤكد الكتاب أن الجغرافيين المسلمين هم أول من وضع خريطة علمية وشبه دقيقة للعالم، مبرزاً إسهاماتهم البارزة التي تفوقت على نظيراتها الأوروبية في العصور الوسطى، حيث شهدت أوروبا آنذاك تراجعاً في فن رسم الخرائط، بينما ازدهر هذا العلم في العصر الذهبي الإسلامي.
تتناول المؤلفة، الحاصلة على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة كولومبيا، تاريخ تطور الخرائط الإسلامية وأبرز العلماء الذين ساهموا في إثراء المعرفة الجغرافية بدقة واحترافية غير مسبوقة في ذلك الوقت.
تجدر الإشارة إلى أن كارين بينتو لها حضور أكاديمي متميز، حيث درّست في عدة جامعات من بينها الجامعة الأمريكية في بيروت وكلية جيتيسبيرغ، وشاركت في ورش عمل متعددة تغطي موضوعات العلوم الإنسانية الرقمية ودراسات الشرق الأوسط. كما تعمل على مشروع كتاب خاص برسم الخرائط في الخيال الإسلامي حول البحر الأبيض المتوسط، بدعم من زمالة الوقف الوطني للعلوم الإنسانية.
هذا الكتاب يمثل إضافة قيمة للفكر الجغرافي والتاريخي، ويسلط الضوء على إرث الحضارة الإسلامية في العلوم، ويعيد الاعتبار لدور العلماء المسلمين في تطوير أدوات ومفاهيم الجغرافيا والخرائط التي أثرت في تطور العلم عبر العصور.
