الشرق الأوسطسياسة
أخر الأخبار

ترحيل قسري وابتزاز سياسي.. غزة بين نيران نتنياهو وحسابات ترامب الخليجية

في ظل صمت رسمي عربي غريب، وفي غياب أي رد فعل دولي فاعل، تواصل إسرائيل تنفيذ ما يبدو أنه أخطر مشروع تطهير عرقي في القرن الواحد والعشرين

فيما تُعد إسرائيل لتهجير عشرات الآلاف من سكان رفح، يطلّ دونالد ترامب على المشهد بجولة خليجية تهدف إلى كسب التمويل والهيمنة، وسط صمت عربي وتصدع داخلي في إسرائيل والضفة.

في ظل صمت رسمي عربي غريب، وفي غياب أي رد فعل دولي فاعل، تواصل إسرائيل تنفيذ ما يبدو أنه أخطر مشروع تطهير عرقي في القرن الواحد والعشرين، عبر تحضيرها لترحيل عشرات آلاف الفلسطينيين من مدينة رفح نحو الحدود المصرية، في عملية تشارك فيها أكثر من 60 ألف جندي إسرائيلي.

وفيما يشتعل الجنوب الفلسطيني، يتحرّك الرئيس الأميركي دونالد ترامب على جبهة موازية، بجولة مرتقبة تشمل السعودية، قطر والإمارات، حاملاً في جعبته مزيجاً من الابتزاز السياسي والصفقات الاقتصادية التي قد تغيّر وجه المنطقة.

نتنياهو: المغامرة الكبرى على حساب المدنيين والرهائن

لم يعد خافياً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخوض معركته الأخيرة لإنقاذ نفسه سياسياً وقضائياً، حتى لو كلّف ذلك حياة الرهائن الإسرائيليين، ومستقبل الدولة العبرية.

فقد سمح بالتصعيد العسكري في رفح بالرغم من التحذيرات الداخلية والدولية، وهو ما دفع عائلات الرهائن إلى النزول للشوارع، متهمين حكومتهم بالتضحية بأبنائهم لصالح إرضاء الحلفاء اليمينيين المتطرفين وللهروب من قبضة العدالة.

في المقابل، تُواصل إسرائيل فرض حصار خانق ومجاعة ممنهجة على ما تبقّى من سكان القطاع، وتعدّ العدة لعملية تهجير جماعي، رغم رفض مصر والأردن القاطع لهذا السيناريو، وتحذيرهما من كارثة إقليمية مفتوحة.

ترامب يدخل على الخط: مليارات الخليج مقابل صفقات سياسية

في خطوة تحمل أبعاداً تتجاوز المشهد الفلسطيني، يستعد الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، للقيام بجولة في الخليج، تبدأ من السعودية وتشمل قطر والإمارات. ووفق مصادر دبلوماسية، فإن ترامب يسعى إلى:

• إقناع الدول الخليجية بضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد الأميركي، دعماً لحملته الداخلية.

• الضغط لتسريع تطبيع جديد مع إسرائيل تحت شعار “السلام مقابل الإغاثة”.

• تقديم نفسه كزعيم عالمي قادر على ضبط التوازنات العالمية كما هو الشأن بالنسبة للحرب الاوكرانية – الروسية.

لكن الأوساط السياسية ترى أن هذه الجولة تُخفي استغلالاً واضحاً للأزمة الإنسانية في غزة، حيث تُستخدم المعاناة الفلسطينية كورقة مساومة لصفقات كبرى، بلا أي ضمانات حقيقية للفلسطينيين.

السلطة الفلسطينية في مأزق: الفراغ يُملؤه التطرف

في الضفة الغربية، تبدو السلطة الفلسطينية عاجزة عن اتخاذ موقف واضح مما يجري في غزة. هذا التردد يُفسَّر في الشارع الفلسطيني كـ”خيانة وطنية”، وهو ما يعزز من شعبية حركة حماس في مدن الضفة، ويفتح الباب أمام مواجهات مباشرة بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في جبهة ثانية.

وفي حال استمرار الصمت الرسمي، ستجد السلطة نفسها أمام خسارة ما تبقّى من شرعيتها، ما يُنذر بتفكك داخلي خطير قد يؤدي إلى انهيار كامل للبنية السياسية الفلسطينية.

نحو تفكيك النظام الإقليمي

كل المؤشرات تُنبئ بأن المنطقة أمام مفترق طرق خطير: إسرائيل تُقامر بمستقبلها وبالاستقرار الإقليمي، والولايات المتحدة تتحول إلى تاجر أزمات، والأنظمة العربية تختبئ خلف ستار بيانات منددة دون التوفر على أوراق تمكنها من وضع حد لغطرسة وتهور ناتنياهو.

هل تكون رفح شرارة الحرب الكبرى؟ أم فرصة أخيرة لإنقاذ ما تبقى من العدالة في هذا العالم المختل؟

ويبقى على العموم الوضع مقلق وينذر بالأسوأ في القادم.

https://anbaaexpress.ma/klbyo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى