في خطوة استراتيجية لتعزيز مكانتها العلمية، تستعد فرنسا لإطلاق حملة دولية لاستقطاب “مئات” العلماء من مختلف أنحاء العالم، وذلك يوم 5 ماي المقبل، في وقت يشهد فيه قطاع البحث العلمي في الولايات المتحدة “مجزرة مالية” منذ وصول دونالد ترامب إلى السلطة، بحسب تصريحات رسمية فرنسية.
وزير التعليم العالي والبحث العلمي، فيليب باتيست، أوضح في مقابلة مع إذاعة France Info أن فرنسا خصصت ميزانية محددة لدعم هذه المبادرة التي تحمل شعار “اختر فرنسا للعلم” (Choose France for Science)، وتهدف إلى جذب العقول العلمية المهاجرة في ظل تراجع الحريات الأكاديمية على مستوى العالم.
باتيست أكد أن بلاده “قوة بحثية كبرى” إلى جانب دول أوروبية أخرى، مشيراً إلى أن الحملة ستُتوَّج بمؤتمر علمي كبير يجمع نخبة الباحثين الأوروبيين. وأوضح أن بعض الجامعات الفرنسية، مثل جامعة إيكس-مرسيليا، سبقت هذه المبادرة وقد استقبلت بالفعل مئات الطلبات من باحثين دوليين.
ورداً على تساؤلات حول كلفة استقطاب العلماء، قدّر الوزير أن تكلفة الباحث رفيع المستوى تبلغ حوالي مليون يورو خلال ثلاث سنوات، لكنه شدد على أن ميزانية وزارته ارتفعت إلى 26.7 مليار يورو، رغم خطط الحكومة لتقليص الإنفاق العام العام المقبل بنحو 40 مليار يورو.
وفي ختام حديثه، اعتبر باتيست أن ما يجري في الولايات المتحدة ليس مجرد تقليص للنفقات بل “مجزرة” بحق ميزانيات البحث والجامعات، معتبراً أن هذه السياسة تؤثر سلباً على برامج التعاون العلمي الدولي، بما فيها تلك التي تشارك فيها فرنسا. ودعا إلى تنسيق أوروبي واسع لدعم البحث العلمي وضمان استمراريته.
