أعلن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، عن خطة استجابة وإعادة إنعاش تجاري بقيمة 14.1 مليار يورو، تهدف إلى الحد من التداعيات السلبية للحرب التجارية التي أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكد سانشيز أن هذه الخطة ستكون بمثابة “درع لحماية الاقتصاد”، مشددًا على أن إسبانيا ستواجه هذه العاصفة بـ”مظلتين واقيتين: المظلة الأوروبية والمظلة الإسبانية”.
مخصصات التمويل والدعم
من إجمالي المبلغ المعلن، سيتم تخصيص 7.4 مليار يورو كتمويل جديد، بينما سيتم إعادة توظيف 6.7 مليار يورو من الأدوات المالية القائمة لدعم الإجراءات الجديدة التي ترتكز على محورين رئيسيين.
المحور الأول يهدف إلى حماية الشركات والوظائف المتضررة من الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، عبر تخصيص 6 مليارات يورو لبرامج الضمانات والتمويل الميسر، بالإضافة إلى 200 مليون يورو لدعم الاستثمار الصناعي، و400 مليون يورو لتنفيذ خطة MOVES لدعم قطاع السيارات.
كما أشار سانشيز إلى تفعيل “طاولة الحوار الاجتماعي” مع ممثلي أصحاب العمل والنقابات لمتابعة تأثير هذه الأزمة، إضافة إلى عقد مؤتمر قطاعي للتجارة برئاسة وزير الاقتصاد كارلوس كوربو، الذي سيجري مشاورات مع الأطراف المعنية ويعرض المستجدات أمام البرلمان.
وفي خطوة أخرى، سيتم تفعيل آلية RED لحماية الموظفين في الشركات الأكثر تضررًا من الحرب التجارية، ما يتيح الإبقاء على القوى العاملة حتى تعافي النشاط الاقتصادي.
إعادة توجيه الاقتصاد وتعزيز التجارة الخارجية
المحور الثاني من الخطة يركز على إعادة توجيه القدرات الإنتاجية الإسبانية، حيث سيتم تخصيص 5 مليارات يورو لمساعدة الشركات على التكيف مع قطاعات جديدة ذات طلب مرتفع.
ولتوسيع الأسواق أمام الشركات المصدرة، ستوفر الحكومة 2 مليار يورو في صورة تأمينات وائتمانات للتصدير، بالإضافة إلى 500 مليون يورو لدعم تدويل الشركات الصغيرة والمتوسطة.
كما سيتم إطلاق خطة خاصة من قبل ICEX لمساعدة القطاعات المتضررة في تعزيز وجودها بالسوق الأمريكية والتوسع نحو أسواق جديدة.
ولتأطير هذه الإجراءات وضمان تنفيذها الفعّال، سيتم إنشاء “لجنة وزارية للاستجابة والإنعاش التجاري”.
طلب دعم من الاتحاد الأوروبي
وفي سياق متصل، أعلن سانشيز عن اعتزامه طلب إجراءات طارئة من المفوضية الأوروبية، تشمل تفعيل إطار استثنائي للمساعدات الحكومية، وإنشاء صندوق لدعم القطاعات المتضررة بتمويل من العائدات الجمركية الأوروبية المفروضة على الولايات المتحدة. كما طالب بمراجعة بعض القوانين الأوروبية لحماية القطاعات الأكثر تأثرًا، وتسريع التصديق على اتفاقية التجارة مع تكتل “ميركوسور”.
دعوة ترامب لإعادة النظر في قراره
وجّه سانشيز دعوة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة النظر في قراره، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي لن يبقى “مكتوف الأيدي” وسيرد “بوحدة وتوازن وقوة”.
وفي خطاب من قصر لا مونكلوا، انتقد سانشيز النهج الحمائي لإدارة ترامب، واصفًا مبرراتها بأنها “ذريعة لمعاقبة الدول وتعزيز سياسة حمائية غير مجدية”. وأضاف أن البيانات التي استند إليها ترامب “مضللة”، إذ زعم أن الاتحاد الأوروبي يفرض رسومًا جمركية بنسبة 39%، بينما النسبة الحقيقية لا تتجاوز 3%، في ظل توازن شبه كامل في الميزان التجاري بين الطرفين.
وأكد سانشيز على ضرورة تسريع تكامل السوق الأوروبية الموحدة، وتعزيز الروابط التجارية العالمية، ووضع حزمة من الإجراءات المضادة لحماية الاستقرار الاقتصادي والاستقلالية الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي. كما شدد على أن أوروبا ستواصل الدفاع عن نموذجها الاجتماعي ونهجها في التجارة الحرة، رغم التحديات الراهنة.
