في خطوة استراتيجية تعكس دينامية متجددة في العلاقات الاقتصادية بين الجزائر والولايات المتحدة، أعلنت الشركة الوطنية للمحروقات “سوناطراك”، اليوم الأربعاء، عن توقيع مذكرتي تفاهم مع شركة “أوكسيدنتال بتروليوم كوربوريشن” الأمريكية، لبحث فرص شراكة جديدة في مجالي الاستكشاف والإنتاج الطاقوي على مستوى الحقول الجزائرية.
وتم توقيع المذكرتين على هامش فعاليات “منتدى الطاقة الجزائري-الأمريكي 2025″، المنعقد بهدف تعزيز التعاون الثنائي وفتح آفاق استثمارية مستدامة في مجال الطاقة.
ووفقًا لبيان “سوناطراك”، فإن مذكرة التفاهم الأولى تهدف إلى تحديد إطار النقاشات الفنية والاقتصادية المتعلقة بإمكانية تطوير المكامن الكربوناتية، وهي تشكيلات جيولوجية تُعدّ من أبرز الموارد التي يعوّل عليها في رفع القدرات الإنتاجية الوطنية.
أما المذكرة الثانية، فتُركز على تطبيق تقنيات الاستخراج المعزز للنفط (EOR)، بما يسمح بتحسين نسب الاسترجاع وزيادة المردودية الطاقوية من الحقول المستغلة.
ويأتي هذا التعاون امتدادًا لعلاقة شراكة قائمة بين الطرفين، حيث تعمل “سوناطراك” و”أوكسيدنتال بتروليوم” إلى جانب شركاء دوليين آخرين ضمن عقد المحيط التعاقدي لبركين، جنوب الجزائر، منذ توقيع اتفاق سنة 2022.
وفي تعليق له على هذا التطور، صرّح الناشط الحقوقي الدولي والخبير في الشأن المغاربي، عثمان بنطالب، لـ أنباء إكسبريس قائلاً:
“توقيع هذه الاتفاقيات الطاقوية بين الجزائر وشركات أمريكية يأتي في توقيت بالغ الدلالة، يتزامن مع الدعم الأمريكي القوي والمتواصل لمغربية الصحراء.
وأضاف بنطالب، وهو ما يعكس براغماتية واشنطن وسعيها للحفاظ على مصالحها الاقتصادية في المنطقة، بما في ذلك الجزائر، رغم التباينات السياسية.
مؤكدا عثمان بنطالب، بأن هذا المعطى يعزز احتمال اقتراب انتهاء هذا النزاع الإقليمي المفتعل الذي طال أمده، في ظل تغير موازين القوى الإقليمية والدولية”.
ويُتوقع أن تفتح هذه الخطوة المجال أمام مزيد من التعاون بين الشركات الأمريكية والقطاع الطاقوي الجزائري، في وقت تشهد فيه السوق العالمية للطاقة تحولات متسارعة وتنافسًا متزايدًا على الموارد.
تعليق واحد