تقاريرسياسة
أخر الأخبار

الصحراء المغربية تقترب من الحسم: تقرير خاص حول التحولات الدولية والتوصيات

تقرير حصري.. صادر عن مركز أنباء إكسبريس للدراسات والأبحاث: "نحو نهاية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية: التحولات الدولية وتوصيات استراتيجية"

في ظل التطورات الجيوسياسية المتسارعة التي يشهدها ملف الصحراء المغربية، ومع انعقاد مجلس الأمن الدولي خلال أبريل 2025 لبحث مستجدات النزاع، يصدر مركز أنباء إكسبريس للدراسات والأبحاث هذا التقرير الحصري، الذي يرصد التحولات العميقة في مواقف الفاعلين الدوليين، ويقدم رؤية تحليلية واستراتيجية حول مسارات الحسم المقبلة.

وفي هذا الإطار، قام مركز أنباء إكسبريس للدراسات والأبحاث بإجراء استطلاع رأي موسع شمل عددًا من المحللين السياسيين، والمفكرين، والباحثين المختصين في الشأن المغاربي، وذلك بهدف استشراف المآلات المحتملة للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية وبناء تصور استراتيجي شامل قائم على معطيات دقيقة وتقييمات موضوعية.

1. الزخم الأممي: المغرب يتقدّم بثقة

أكد المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا أن المرحلة الحالية تمثل “فرصة استراتيجية غير مسبوقة”، مشيرًا إلى الزخم السياسي المتنامي حول الحل السياسي القائم على الواقعية.

وأضاف أن المغرب يُبدي التزامًا راسخًا ونهجًا متّزنًا في التعاطي مع الملف، ما يجعل من مبادرة الحكم الذاتي أساسًا صلبًا لأي حل مستدام.

لقد بات واضحًا أن المملكة المغربية تدير الملف بحنكة دبلوماسية وهدوء استراتيجي، مرتكزة على الشرعية الدولية ومبادئ التوافق، في وقت تتخبط فيه الأطراف الأخرى في عزلة دبلوماسية وتناقضات سياسية.

2. دعم أمريكي وفرنسي متزايد للحل السياسي الواقعي

الولايات المتحدة، باعتبارها القوة المؤثرة داخل مجلس الأمن، أكدت في أكثر من مناسبة دعمها لمبادرة الحكم الذاتي، معتبرة إياها “الإطار الجدي وذي المصداقية”.

كما ارتفعت أصوات داخل الكونغرس وخارجه تطالب بإدراج البوليساريو ضمن الجماعات الإرهابية، على خلفية ارتباطاتها بجماعات متطرفة في الساحل الإفريقي.

أما فرنسا، فهي تواصل دعمها للحل السياسي تحت مظلة الأمم المتحدة، مع إبداء ثقتها التامة في المبادرة المغربية كحل نهائي يعزز الاستقرار في المنطقة المغاربية.

3. إسبانيا: الطرف الإقليمي المُطالَب بدور أكثر فاعلية

تكتسب إسبانيا، بحكم تاريخها الاستعماري في الصحراء، ودورها المحوري كدولة متوسطية، موقعًا خاصًا في هذا النزاع. ومع إعلان دعمها الرسمي لمقترح الحكم الذاتي، ينتظر منها:

المساهمة الفعلية في التحضير لعملية إحصاء ساكنة المخيمات.

الدفع نحو إنهاء الغموض القانوني حول وضعية المحتجزين في تندوف.

تعميق التعاون الثلاثي بين الرباط ومدريد والأمم المتحدة.

4. البوليساريو: من مشروع انفصال إلى تهديد أمني

تُبرز التقارير الأمنية المتعددة أن جبهة البوليساريو باتت تتخذ مسارًا تصعيديًا، لا يكتفي بالخرق المتكرر لوقف إطلاق النار، بل يمتد للتورط في أنشطة تهدد الأمن الإقليمي، من تهريب الأسلحة إلى الارتباط بجماعات متطرفة تنشط في منطقة الساحل.

بناء عليه، يدعو مركز أنباء إكسبريس للدراسات والأبحاث إلى:

تصنيف ميليشيا البوليساريو جماعة إرهابية دولية، ومساءلة داعميها إقليميًا ودوليًا.

5. مواقف القوى الكبرى في مجلس الأمن

روسيا: تلتزم بالموقف التقليدي الداعم للمسار الأممي، دون انخراط مباشر، لكنها تتابع الملف ضمن رؤيتها التوسعية في شمال إفريقيا.

الصين: تؤكد احترامها لسيادة الدول، وتتبنى مقاربة الحياد البناء.

بريطانيا: تُظهر انفتاحًا متزايدًا على المقترح المغربي، مدفوعة بتقارب اقتصادي متصاعد مع الرباط.

كل هذه القوى، بصفتها أعضاء دائمين بمجلس الأمن، تتحمل مسؤولية كبرى في الدفع نحو إنهاء النزاع وفق رؤية واقعية تنهي معاناة سكان المخيمات.

6- توقعات حول تقرير مجلس الأمن

تقرير الأمين العام المقبل حول الصحراء المغربية، المتوقع صدوره في أكتوبر 2025، قد يتضمن عدة مؤشرات مهمة، لكن من غير المرجح أن يُعلن فيه عن حسم نهائي للنزاع. وهذه أبرز التوقعات الممكنة من خلال التطوارت الأخيرة في الملف:

1. استمرار دعم خيار الحل السياسي الواقعي

من المتوقع أن يُجدد التقرير التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي واقعي، عملي ودائم، كما تنص قرارات مجلس الأمن منذ 2007، وهو ما يصب في مصلحة مبادرة الحكم الذاتي المغربية.

2. إشادة باستقرار الأوضاع في الأقاليم الجنوبية

قد يتضمن التقرير إشارات إيجابية إلى الوضع الأمني والاجتماعي في الأقاليم الجنوبية للمملكة خصوصا (العيون، الداخلة)، في ظل الاستثمارات الكبرى التي يضخها المغرب، مما يُعزز من صورة المغرب كفاعل مسؤول في المنطقة.

3. دعوة الجزائر للانخراط الفعلي

من المرتقب أن يُجدد التقرير دعوة الجزائر إلى المشاركة الجادة في العملية السياسية، بصفتها طرفًا رئيسيًا، خاصة بعد تسجيل رفضها المشاركة في موائد مستديرة سابقة.

4. تسجيل انتقادات لجبهة البوليساريو “المليشيات”

قد يتطرق التقرير إلى بعض انتهاكات وقف إطلاق النار من طرف البوليساريو، لا سيما في المنطقة العازلة (مثل الكركرات)، كما حدث في تقارير سابقة.

5. دعم جهود دي ميستورا

سيتضمن التقرير دعمًا لمهمة المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا، الذي لا يزال يُحاول استئناف العملية السياسية رغم التحديات الكبرى.

وللإشارة رغم هذه المكاسب الدبلوماسية المتواصلة التي يحققها المغرب، من خلال الدعم الدولي المتنامي لمقترحه، لا يُتوقع حسم نهائي في هذا النزاع في المدى القريب وذلك بسبب:

تعنت الجزائر ورفضها الانخراط المباشر في المفاوضات.

استمرار دعم بعض القوى لجبهة البوليساريو، بشكل غير مباشر.

تجنب الأمم المتحدة إعلان مواقف حاسمة تُغضب أطرافًا فاعلة.

لكن المؤشرات الواضحة توحي بأن الكفة الدولية تميل لصالح الطرح المغربي، والتقرير المقبل قد يُعزز هذا الاتجاه أكثر من ذي قبل.

7. الآفاق المستقبلية: نحو مرحلة الحسم

كما أشرنا سابقا من المرتقب أن يتضمن تقرير مجلس الأمن المقبل بشكل جدي وحاسم:

– تثبيت مبادرة الحكم الذاتي كحل مرجعي ونهائي.

– تحميل الجزائر مسؤولية تأزيم الوضع واستمرار الانتهاكات في المخيمات.

– الدعوة إلى تعزيز الدينامية الدبلوماسية الحالية بقيادة المغرب.

ويرجّح مراقبون أن تكون المرحلة القادمة لصالح المملكة المغربية، التي تُراكم المكاسب السياسية والدبلوماسية في صمت وثبات، مستندة إلى شرعية دولية واتساع رقعة الاعتراف العالمي بمقترحها.

8. توصيات مركز أنباء إكسبريس للدراسات والأبحاث

تأكيد دعم مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي.

التعجيل بتصنيف البوليساريو كجماعة إرهابية.

الضغط على إسبانيا لأداء دور أكثر مسؤولية.

مطالبة القوى الكبرى في مجلس الأمن باتخاذ موقف واضح وحازم.

إنشاء لجنة أممية دائمة لمراقبة الوضع الإنساني بمخيمات تندوف.

مركز أنباء إكسبريس للدراسات والأبحاث
https://anbaaexpress.ma/o7tkh

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى