شهدت العاصمة الروسية صباح الجمعة 25 أبريل 2025 تطورًا أمنيًا خطيرًا، تمثل في مقتل الفريق ياروسلاف موسكاليك، نائب رئيس إدارة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة الروسية، إثر تفجير سيارة مفخخة استهدفته قرب مقر إقامته في منطقة بالاشيخا بضواحي موسكو.
ووفقًا للسلطات الروسية، فإن عبوة ناسفة بدائية كانت مزروعة داخل سيارة من طراز “فولكسفاغن غولف” انفجرت لحظة مرور موسكاليك بجانبها، ما أدى إلى مقتله على الفور، دون تسجيل إصابات في صفوف المدنيين. قوات الأمن أغلقت محيط الحادث وشرعت في تحقيقات واسعة، وسط تواجد مكثف لأجهزة الأمن الفيدرالية.
الجنرال موسكاليك، البالغ من العمر 59 عامًا، يُعتبر من أبرز العقول الاستراتيجية داخل المؤسسة العسكرية الروسية، حيث لعب دورًا محوريًا في محادثات السلام ضمن “صيغة نورماندي” إبان الأزمة الأوكرانية عام 2015. وقد ترك مقتله صدمة داخل الأوساط الأمنية والعسكرية، خصوصًا أنه يأتي بعد أربعة أشهر فقط من اغتيال الفريق إيغور كيريلوف، قائد قوات الدفاع الإشعاعي والبيولوجي، في انفجار مشابه بموسكو.
في أول رد فعل رسمي، اتهمت موسكو أوكرانيا بالوقوف خلف العملية، معتبرة إياها “عملاً إرهابيًا يستهدف زعزعة الاستقرار الداخلي وإرباك القيادة العليا في لحظة حرجة”. وقد لوّحت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا بإمكانية اتخاذ “ردود فعل قوية”، فيما أشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى “مؤشرات أولية” على ضلوع أجهزة استخبارات أجنبية، دون تقديم أدلة ملموسة.
ويأتي هذا الاغتيال المتفجر في وقت حساس، حيث تستضيف موسكو مباحثات دبلوماسية يقودها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بشأن مبادرة أمريكية محتملة لإنهاء النزاع الروسي-الأوكراني. وبينما وصفت روسيا المحادثات بـ”البناءة”، يخشى مراقبون أن تؤدي الحادثة إلى نسف الأجواء الإيجابية وتعقيد جهود الوساطة الدولية.
وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي من كييف حتى الآن، فإن هذا التصعيد الأمني يعكس تصاعد الحرب الاستخباراتية الخفية بين روسيا وأوكرانيا، ويطرح تساؤلات جادة حول مدى تحصين الأمن الداخلي الروسي، خصوصًا في ظل استهداف مباشر لقيادات عسكرية من الصف الأول.
يبقى السؤال الأبرز: هل يُمثل هذا التفجير نقطة تحول نوعي في أسلوب المواجهة بين موسكو وخصومها، أم أنه مجرد حلقة جديدة في سلسلة عمليات الاغتيال الغامضة التي تشهدها روسيا منذ أشهر؟
