دوليسياسة
أخر الأخبار

تحليل.. هل يحمل لقاء بوريطة وروبيو ملامح تحول جديد في الدبلوماسية الأمريكية المغربية؟

تعد زيارة وزير الخارجية ناصر بوريطة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن محطة مفصلية في مسار العلاقات الثنائية بين الرباط وواشنطن.

فعلى الرغم من الطابع التحفظي الذي يطغى على أجندة الزيارة، إلا أن الأنظار تتجه نحو اجتماع رفيع المستوى يجمع الوزير المغربي بالسيناتور الأمريكي ماركو روبيو، الذي سيتولى، وفقاً لبيان صادر عن مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، دور الممثل الرسمي للدبلوماسية الأمريكية خلال هذا اللقاء.

اللافت في هذا المعطى، أن روبيو ليس من أعضاء الجهاز التنفيذي الأمريكي، بل سيناتور بارز يشتهر بمواقفه الصارمة في قضايا السياسة الخارجية، ما يضفي على اللقاء بُعداً غير مألوف، ويطرح تساؤلات حول خلفيات هذا الاختيار غير التقليدي وما إذا كان يُعد مؤشراً على تحولات أو رسائل دبلوماسية مبطنة.

الاجتماع الذي يُعقد اليوم الثلاثاء، سيعرف أيضاً حضور ليزا كينا، المسؤولة البارزة في وزارة الخارجية الأمريكية.

ورغم السماح لوسائل الإعلام بحضور وجيز في بداية اللقاء، فإن مجمل النقاشات ستجري خلف أبواب مغلقة، في إشارة واضحة إلى حساسية الملفات المطروحة وأهمية ما ستتم مناقشته.

ووفق البيان الرسمي الصادر عن الخارجية الأمريكية، فإن اللقاء يندرج ضمن إطار “الحوار المستمر” بين الرباط وواشنطن، ويؤكد على الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد التي تجمع البلدين.

وقد تم تسليط الضوء على ملفات تعاون رئيسية تشمل الأمن الإقليمي، والتنسيق في مجال الطاقة، والتحديات المتنامية للاستقرار في منطقة الساحل والبحر الأبيض المتوسط.

ويأتي هذا في وقت تتزايد فيه المخاوف من تنامي النفوذ الروسي في الساحل وتوترات الجبهة المتوسطية، ما يمنح اللقاء أهمية إضافية وربما طابعًا استراتيجيًا يتجاوز السياق الثنائي.

غياب أي التزامات أخرى معلنة في برنامج بوريطة يؤكد، بدوره، على مركزية هذا اللقاء مع روبيو، الذي قد يحمل في طياته ما هو أبعد من مجرد تعميق التعاون التقليدي.

ويبدو أن الزيارة تسعى لفتح نقاشات معمقة بشأن قضايا حساسة تتطلب مقاربة دبلوماسية مغلقة وعلى أعلى المستويات.

يبقى اختيار ماركو روبيو، بحد ذاته، مادة مثيرة للتأمل حسب مراقبين هل هو جزء من استراتيجية جديدة لإدارة ترامب في التعاطي مع الملفات الإقليمية؟ أم أنها رسالة غير مباشرة إلى قوى دولية وإقليمية أخرى؟ الأسابيع المقبلة كفيلة بكشف خلفيات هذا اللقاء الحاسم وما إذا كان يمهد لتحولات أوسع في خارطة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

واشنطن: ماركو روبيو وناصر بوريطة
https://anbaaexpress.ma/lvkrs

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى