تواصل المملكة المغربية تعزيز مكانتها الاقتصادية في القارة السمراء، مستفيدة من موقعها الجغرافي المميز، وكفاءة يدها العاملة، ونجاحها اللافت في قطاع صناعة السيارات.
وفي خطوة استراتيجية جديدة، أعلنت الرباط عن إنشاء أكبر حوض لبناء السفن في إفريقيا بمدينة الدار البيضاء، بمساحة تتجاوز 210 آلاف متر مربع، وباستثمار يناهز 300 مليون دولار.
يسعى المغرب، من خلال هذا المشروع الضخم، وفق تقرير صادر عن صحيفة” El Ecónomista” الإسبانية استنساخ تجربته الناجحة في قطاع السيارات، حيث أصبح أكبر مصدر للسيارات في إفريقيا، متقدماً بفضل شركات كبرى كـ”رينو” و”ستيلانتس”، إذ تجاوزت صادراته 500 ألف سيارة إلى الاتحاد الأوروبي عام 2023 بقيمة 15.1 مليار يورو.
الورشة البحرية الجديدة تهدف إلى جذب طلبات صيانة وبناء السفن التجارية والعسكرية، مستهدفة تخفيف الضغط عن أحواض بناء السفن في جنوب أوروبا، خاصة الإسبانية منها، مما يضع شركات مثل “نافانتيا” أمام تحدٍ مباشر.
ويراهن المغرب وفق ذات التقرير كذلك على خبرة الشركات العالمية، حيث أبدى اهتمامًا بالتعاون مع عملاق الصناعات البحرية الكوري الجنوبي “HD Hyundai”، مع إشارة إلى أن شركات فرنسية كـ”Naval Group” مرشحة أيضاً، بينما تبدو فرص “نافانتيا” الإسبانية شبه معدومة.
يدعم هذا التوجه نجاحات أخرى سجلها المغرب في القطاع البحري، إذ سجّل ميناء طنجة-المتوسط نمواً بنسبة 18.8% سنة 2024، مع تراجع أداء ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني. ويعزز المغرب هذا التطور عبر خطط لتحسين البنية التحتية للموانئ، وإطلاق حوافز مالية للمستثمرين في مجال بناء السفن.
وتحظى المملكة بوضع تجاري استثنائي على الصعيد العالمي، باعتبارها الدولة الإفريقية الوحيدة التي وقعت اتفاقيات تبادل حر مع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما يجعلها مركزاً صاعداً لصناعات دولية كبرى تبحث عن بوابة جديدة نحو الأسواق الغربية.
