أطلّ الكاتب السعودي نايف مهدي على قرّائه بإصداره الثالث “المعتقل الأحمر”، عن دار مجاز، في الرابع عشر من أبريل 2025، بعد أن مهّد له طريق التألق كتاباه السابقان “يوميات كاتب” و”بصمات مرتجفة”، اللذان رسّخا اسمه في المشهد الثقافي العربي، وشكّلا جسرًا متينًا بينه وبين قاعدة جماهيرية واسعة من القراء والنقاد.
في هذا العمل الجديد، الذي يمتد على 190 صفحة من السرد المتوهّج، يعمّق مهدي مشروعه الأدبي من خلال ثلاث عشرة قصة مشحونة بلغة كثيفة، تستنطق هشاشة الإنسان وتُشرّح طباعه المتوحشة، بمزيج سردي يراوح بين الواقعية الجارحة والخيال الذي لا يُطَمْئِن. “المعتقل الأحمر” ليس مجرد كتاب، بل هو معبر شائك إلى العوالم المنسية..
حيث يصير المهمّشون هم أبطال الحكاية، والعنف والخذلان والموت والغربة والجنون، هي الأرضيات التي تتوالد منها القصص، بينما يصوغ الكاتب خطابًا سرديًا فنيًا تتخلله ثيمات وجودية تنكأ الأسئلة ولا تجيب.

القصة الرئيسة “المعتقل الأحمر” تمضي في أدب السجون إلى أقصى تجلياته العنيفة، حيث تتبدّى سادية السلطة في أبهى صورها الوحشية، وتتفكك القيم والأخلاق أمام جحيم المهانة والقهر، أما قصة “مدينة الرماد” فتغوص في أدب الحرب ككابوس مشهدي، حيث تتقاطع الأقدار في مدينة محطمة يُروى خرابها بتقنية بانورامية ذكية.
من جانب آخر، تفاجئ إحدى القصص القارئ بتقنيات الواقعية السحرية، ما يمنح المتن السردي أفقًا تعبيريًا فسيحًا، تتعانق فيه الكوابيس مع الأحلام، والأسى مع الخلاصات المتخيلة.
وبتصريح خاص لأنباء إكسبريس، أشار نايف مهدي إلى أن دوره كمبدع قد انتهى مع صدور هذا الكتاب، تاركا مهمة التأويل والتقييم للقراء والنقاد والمشتغلين بالحقل الأدبي، في دعوة مفتوحة للغوص في عوالم هذا العمل، الذي لا يكتفي بسرد القصة، بل يحفّز الفكر، ويضع المتلقي وجهًا لوجه أمام وحشية العالم وجدوى السرد.