في تحول لافت يعكس تغير المعادلات الأمنية على الأرض، بدأت الولايات المتحدة تقليص وجودها العسكري في شمال شرق سوريا، وفق ما أكدته مصادر أمريكية مطلعة لصحيفة نيويورك تايمز. هذه الخطوة تأتي بعد أكثر من عقد على اندلاع الحرب في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، لكنها في الوقت ذاته تثير مخاوف من تداعيات أمنية محتملة، خاصة مع استمرار نشاط تنظيم “داعش” في بعض المناطق.
وبحسب التقرير، قرر الجيش الأمريكي إغلاق ثلاث من أصل ثماني قواعد عسكرية صغيرة في شمال شرق سوريا، وهي: “قرية جرين”، “الفرات”، وقاعدة ثالثة لم يُكشف اسمها. هذا الإجراء من شأنه أن يخفض عدد القوات الأمريكية من نحو 2000 إلى 1400 جندي، في مرحلة أولى، على أن يُعاد تقييم الوضع خلال 60 يومًا للنظر في إمكان إجراء خفض إضافي قد يصل إلى الإبقاء على نحو 500 جندي فقط.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه الخطوة جاءت بتوصية من القادة الميدانيين، وجرى اعتمادها من قبل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) والقيادة المركزية، رغم أن الرئيس السابق دونالد ترامب لا يزال يبدي تحفظًا على الإبقاء على أي تواجد عسكري في سوريا.
التقليص العسكري الأمريكي يتزامن مع تطورات سياسية ميدانية، أبرزها الاتفاق الموقع مؤخرًا بين الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، وقوات سوريا الديمقراطية، والذي ينص على دمج الأخيرة في مؤسسات الدولة، بما في ذلك السيطرة المشتركة على الحقول النفطية.
ورغم تراجع التهديدات الإقليمية، خصوصًا من روسيا وإيران، حذّرت نيويورك تايمز من أن انسحاب القوات الأمريكية قد يخلّف فراغًا أمنيًا قد تستغله خلايا “داعش” النشطة في الشمال الشرقي، ويؤثر سلبًا على جهود تحقيق الاستقرار في البلاد.