وسط تصاعد التوترات بشأن البرنامج النووي الإيراني، وجّهت الولايات المتحدة تحذيرًا شديد اللهجة لطهران، مؤكدة استعدادها الكامل للجوء إلى الخيار العسكري إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أعلن، الأحد، أن واشنطن “تفضّل مساراً دبلوماسيًا لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي”، لكنها مستعدة، إذا لزم الأمر، “لتوجيه ضربة عميقة وقوية داخل الأراضي الإيرانية”.
التصريحات جاءت تزامنًا مع انطلاق محادثات غير مباشرة بين دبلوماسيين أمريكيين وإيرانيين في سلطنة عمان، يوم السبت، في محاولة لخفض التوترات وتهدئة المخاوف الغربية من احتمال تطوير إيران لسلاح نووي.
وصف هيغسيث الجولة الأولى من الاتصالات في مسقط بأنها “مثمرة وتشكل خطوة إيجابية”، لكنه شدد في مقابلة مع برنامج Face the Nation على قناة “سي بي إس”، على أن الخيار العسكري يبقى مطروحًا على الطاولة. وأضاف: “أثبتنا من قبل أننا قادرون على الذهاب بعيدًا وبقوة إذا اقتضى الأمر”.
الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب، أكد بدوره، الأربعاء، أن العمل العسكري “يبقى خيارًا قائماً بالتأكيد”، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستكون “شريكًا رئيسيًا وقائدًا لأي تحرك عسكري محتمل”.
وكان ترامب قد انسحب، خلال ولايته الأولى في 2018، من الاتفاق النووي متعدد الأطراف الموقع مع إيران عام 2015، والذي كان يهدف إلى تقييد قدرات طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات.
وبحسب تقديرات خبراء ومحللين غربيين، فإن إيران باتت على بعد أسابيع قليلة من إنتاج سلاح نووي جاهز للاستخدام، رغم نفي طهران المتكرر سعيها إلى امتلاك هذا النوع من الأسلحة، مؤكدة أن برنامجها ذو طابع سلمي بحت.
الموقف الأمريكي يعكس تصاعد التوترات الإقليمية في ظل استمرار الجمود السياسي، ما يُنذر بإمكانية دخول المنطقة في مرحلة جديدة من التصعيد إذا لم تُثمر جهود الحوار عن نتائج ملموسة.
