في أسلوب أدبي مميز، تأخذنا الشاعرة والروائية المغربية أمامة قزيز في رحلة مؤثرة داخل عالم ليث، الطفل المقعد الذي يروي لنا يومياته مع المعاناة، الأحلام، والتحديات.
بأسلوب بسيط وسهل، تجمع الكاتبة بين لغة مرنة وأمثال شعبية قريبة من الواقع، مما يجعل النص أقرب إلى القلب وأيسر للفهم.
المثير في مذكرات ليث هو المزج التفاعلي بين النصوص اللغوية والرسومات التوضيحية، التي تضيء مواقف معينة وتستحق تسليط الضوء عليها.
ليث، الذي يعاني من تحديات جسدية بسبب إعاقته، يشاركنا يومياته التي لا تخلو من الأمل والصبر. لا يتوقف الأمر عند معاناته من تعطل كرسيه المتحرك بسبب الشقاوة أو الحوادث، بل يستعرض أيضًا مشاعر الحرج والغضب والحزن التي تصاحبه خلال تنقلاته اليومية.
ورغم صعوباته، فإن ليث يتمكن من السيطرة على انفعالاته بفضل دعم صديقيه الخياليين، خفاش الكهوف وتيس الجبال. الأول يعلمه الحكمة والتروي، والثاني يعزز في قلبه الحماسة والأمل.
في أحد فصول مغامرته، يشارك ليث في نادي رياضة القبضة ويحقق الفوز، ليحصل على جائزة تمثل حلمه: كرسي متحرك جديد. ولكن، كعادته، يواجه ليث تحديات جديدة، تتسبب في تعطيل كرسيه الجديد، مما يفتح بابًا لمزيد من المغامرات التي يرويها لنا بكل حماس.
تعتبر مذكرات ليث تجربة تفاعلية فريدة تهدف إلى تسليط الضوء على حياة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، مع التركيز على مفهوم الأمل والتحدي.
الكتاب يتوجه إلى قلوب الأطفال عبر أسلوب حكاية مليء بالتعاطف والمشاعر الصادقة، مما يعزز الوعي الاجتماعي نحو أهمية تقبل الاختلاف والتفكير الإيجابي.
إصدار جديد للشاعرة والروائية المغربية أمامة قزيز يبعث برسالة مليئة بالقيم الإنسانية، من خلال قصة ليث الذي يمثل صوتًا للأطفال الذين يواجهون صعوبات الحياة بشجاعة وأمل.