أفريقياسياسة
أخر الأخبار

مؤثر مالي يصف الحالة الهستيرية لدى الدبلوماسية الجزائرية وانفصام الشخصية التي تطبع سلوكها

في إطار الأزمة الجزائرية الأخيرة مع مالي ودول الساحل، نشر مؤثر مالي تدوينة توضح الحالة النفسية بشكل دقيق للنظام الجزائري وتكشف ما يخفيه بيان وزارة الخارجية الجزائرية حول العلاقة مع تحالف دول الساحل (مالي، النيجر وبوركينا فاسو).

المؤثر المالي يصف بشكل واقعي الحالة الهستيرية لدى الدبلوماسية الجزائرية وانفصام الشخصية التي تطبع سلوكها.

لهذا نسرد عليكم هذه التدوينة التي نشرها هذا المؤثر المالي ردا على بيان وزارة الخارجية الجزائرية بخصوص تدهور العلاقات مع تحالف دول الساحل والذي حمل عبارات نابية تتضمن السب والشتم دون تقديم أية بيانات ودلائل مقنعة تثبت عدم خرق سيادة التراب المالي بعد قصف درون مالي كان يحلق فوق اجواء منطقة تينزواتن في عمق يتجاوز العشر كيلومترات:

1. الخطاب كآلية للإسقاط الجماعي:

البيان مليء بالإسقاطات النفسية الواضحة. فهو يعمل كمرآة تعكس مشاكل الجزائر الداخلية أكثر مما ترد على اتهامات خارجية. التكرار المكثف لتعبيرات مثل “العصابة الانقلابية”، “فشل ذريع”، “الخراب”، و”الحرمان” يوحي بأن كاتب النص يعاني من قلق عميق لدرجة أنه يشعر بأن هذه الأوصاف تنطبق عليه.

الواقع؟ يبدو أن الجزائر الرسمية تصف نفسها دون أن تدري. الكلمات التي تُسقط على مالي تُشبه إلى حد كبير نوعاً من جلد الذات المقنع.

2. لغة هستيرية أكثر منها دبلوماسية:

يفتقر البيان تماماً إلى ضبط النفس الدبلوماسي. فهو أقرب إلى تفريغ عاطفي منه إلى تصريح رسمي مسؤول. كثافة المصطلحات العدائية (“افتراء”، “بائس”، “يائس”، “خبيث”، “عصابة”، “نهب الموارد”) تكشف عن حالة نفسية غير مستقرة، يطغى عليها التوتر والاندفاع والعصبية.

التحليل؟ لسنا أمام رد سياسي، بل أمام نوبة إسقاط عاطفي، حيث تفقد الدولة رباطة جأشها وتتكلم وكأنها تشعر بتهديد داخلي قبل أي شيء آخر.

3. تعرية كاملة للنرجسية الدولتية:

يبني البيان صورة مثالية عن الجزائر: ملتزمة، عادلة، موثوقة، تقاوم الإرهاب.. كمالٌ مبالغ فيه إلى حدّ يثير الشك أكثر مما يُقنع.

التحليل؟ هذا سلوك نرجسي جماعي. الدولة تُقدّم نفسها ككيان لا يخطئ، أشبه بقدّيس معزول في مستنقع الساحل. هذه النرجسية النفسية ليست دليلاً على القوة، بل علامة على هشاشة داخلية تبحث عن تعويض خارجي.

4. خطاب موجَّه للداخل أكثر منه للخارج:

رغم أن البيان يبدو موجّهاً لمالي واتحاد دول الساحل، فإن نبرته العاطفية ومبالغاته تكشف أن المتلقي الحقيقي هو الشعب الجزائري.

لماذا؟ تسعى السلطات الجزائرية من خلاله إلى خلق عدو خارجي لتبرير موقفها وتشتيت انتباه المواطن عن الأزمات الداخلية (اقتصادية، سياسية، أمنية). إنها وصفة قديمة: اختراع خطر خارجي لتوحيد الشعب بالخوف.

5. هوس بنظرية المؤامرة:

الإصرار على أن مالي والنيجر وبوركينا “يتآمرون” و”يتحالفون ضد الجزائر” يفضح ذهنية مهووسة بالمؤامرات، ترى في العالم بأسره تهديداً.

التحليل؟ إنه رد فعل دفاعي لدولة تعيش في رؤية عدائية للعالم، حيث كل اختلاف يُعتبر خيانة أو مؤامرة أو تلاعباً. إنها حالة نفسية-سياسية تجعل من التعايش الهادئ مع الجيران أمراً شبه مستحيل.

الخلاصة: هذا البيان هو انعكاس لهشاشة داخلية متخفية تحت قشرة من مظاهر القوة. إنه خطاب مشحون نفسياً، يكشف أكثر مما يخفي عن الحالة الذهنية لصاحبه. يَسقُط فيه القلق على الآخر، مما يفضح صعوبة في التحكم بالعواطف، وفي تقديم صورة لدولة متزنة ومستقرة.

باختصار: الجزائر من خلال هذا النص لا تردّ على مالي… بل تصرخ في المرآة.

https://anbaaexpress.ma/ww9wf

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى