حديث الساعةسياسة
أخر الأخبار

لينين في ذكراه الـ155: بين سطوة التاريخ وظلال الضريح.. وملامح حاضرة في الجزائر

لقد ورثت بعض الأنظمة العربية، أبرزها النظام الجزائري، روح النظام اللينيني في شكلها السلطوي، حتى الاحتجاجات السلمية تُواجَه بممارسات بوليسية واعتقالات تعيد إلى الأذهان أساليب البلاشفة في قمع التعددية..

إنه التاريخ.. في الثاني والعشرين من أبريل عام 1870، وُلد فلاديمير إيليتش أوليانوف، المعروف بلينين، في مدينة سيمبيرسك (أوليانوفسك حاليًا) بالإمبراطورية الروسية.

واليوم، وبعد مرور 155 عامًا على ميلاده، لا تزال صورته تقف على مفترق طرق بين التقديس واللعنة، بين الزعيم الثوري والبداية الدامية لقرن مضطرب.

حيث يعتبر، أحد أكثر الشخصيات الأكثر دموية في التاريخ، ويلقب بالجزار، ولكن في نفس الوقت أحد أعظم الشخصيات تأثيرا على البشرية.

لا يمكن إنكار أن لينين غيّر مسار التاريخ. ثورته البلشفية عام 1917 كانت لحظة فاصلة، لا لروسيا فقط، بل للعالم بأسره.

مشروعه الاشتراكي ألهم الشعوب وأرعب الأنظمة، وامتدت أصداؤه إلى القارات الخمس. ومع ذلك، كان الثمن باهظًا: قمعٌ، مجاعات، وإرث دموي لا يزال يُثير الجدل حتى اليوم.

ما يثيرني شخصيًا، بالنسبة للعديد من الزوار، يُعد ضريحه، الذي لا يزال يحتضن جسده المُحنّط، في موسكو موقعًا لا بد من رؤيته.

ضريح لينين في موسكو

لينين لم يكن مجرد رجل. كان مؤسسة، أيديولوجيا، وسؤالًا أخلاقيًا مستمرًا: هل يمكن أن تكون الثورة عادلة إذا ما اقترنت بالعنف؟ وهل يبرر الحلم utopia سفك الدماء؟

في هذه الذكرى، لا يسعنا إلا أن نتوقف قليلًا. لا لنحكم، بل لنتأمل: في سطوة الرجال الذين يصنعون التاريخ، وفي الشعوب التي تدفع الثمن.

ولا يسعنا في هذا السياق إلا أن نلحظ ملامح من إرث لينين في سلوك النظام الجزائري اليوم: مركزية السلطة، تكميم الأفواه، وشرعنة القمع باسم “الحفاظ على الدولة”.

كما في زمن لينين، تُختزل الوطنية في الولاء للسلطة، ويُصوَّر المعارض كعدو داخلي. الفرق الوحيد أن النظام الجزائري تبنّى القبضة الحديدية دون أن يمرّ بثورة فكرية، فاحتفظ بالاستبداد وتخلى عن المشروع.

وللإشارة، لقد ورثت بعض الأنظمة العربية، أبرزها النظام الجزائري، روح النظام اللينيني في شكلها السلطوي، حتى الاحتجاجات السلمية تُواجَه بممارسات بوليسية واعتقالات تعيد إلى الأذهان أساليب البلاشفة في قمع التعددية.

لهذا التشابه لا يقف عند حدود البنية السلطوية، بل يمتد إلى خطاب التخوين والتخويف، حيث يُصوّر المعارض كخطر على الوطن، ويُشرعن القمع بحجة حماية الدولة من “العدو الداخلي”.

فلاديمير إيليتش أوليانوف: المعروف بلينين
https://anbaaexpress.ma/em4vq

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي وإعلامي خبير في الشأن المغاربي مدير عام أنباء إكسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى