في مشهد مؤثر، ظهر البابا فرنسيس صباح الأحد من شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، في ظهور مفاجئ خلال احتفالات عيد الفصح، كان الأخير له قبل أن يعلن عن وفاته صباح اليوم الاثنين، عن عمر ناهز الـ88 عامًا.
وقد شكّلت كلمته التي وجّهها إلى مدينة روما والعالم بمناسبة عيد الفصح 2025، بمثابة وصية روحية حملت معاني إنسانية عميقة ورسائل سياسية مؤثرة، تعكس مدى انشغال الحبر الأعظم بقضايا الشعوب المتألمة والنزاعات المشتعلة حول العالم.
نداء من أجل فلسطين وغزة
قال البابا في كلمته: “أنا قريب من آلام المسيحيين في فلسطين وإسرائيل، كما أنني قريب من الشعبين: الإسرائيلي والفلسطيني”، معربًا عن قلقه البالغ إزاء تنامي موجات معاداة السامية في مختلف أنحاء العالم، واصفًا ذلك بـ”الأمر المقلق بشدة”.
وتابع البابا حديثه مؤكدًا تضامنه مع سكان قطاع غزة، لا سيما المسيحيين الذين يعيشون أوضاعًا مأساوية في ظل النزاع المتواصل، حيث قال: “النزاع الرهيب هناك ما يزال يولّد الموت والدمار، ويسبب وضعا إنسانيا مروّعا ومشينا”. ودعا إلى “وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، ومساعدة الشعب الذي يتضور جوعا ويتوق إلى مستقبل يسوده السلام”.
رسائل إلى لبنان وسوريا واليمن
كما شملت رسالة البابا دعوات خاصة للجماعات المسيحية في لبنان وسوريا، حيث عبّر عن أمله في أن تنعم هذه المجتمعات بالاستقرار والمشاركة الفعلية في بناء مستقبل بلادها. وأشار إلى أن سوريا تمر بمرحلة دقيقة من تاريخها، داعيًا المجتمع الدولي إلى عدم تجاهل هذه اللحظة الحرجة.
وفي ختام كلمته، وجّه البابا فرنسيس نداءً إلى العالم من أجل الشعب اليمني، الذي وصفه بأنه “يعيش إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية المستمرة في العالم”، وحثّ جميع الأطراف على تغليب لغة الحوار البناء لإيجاد حلول تنهي معاناة المدنيين.
وجدير بالذكر، برحيل البابا فرنسيس، يُطوى فصل من فصول الكنيسة الكاثوليكية المعاصرة، فقد عُرف بمواقفه الإنسانية الجريئة، وبكونه صوتًا للسلام والعدالة في زمن تمزقه الحروب والصراعات. رسالته الأخيرة جاءت كمرآة تعكس روح رجل آمن بالسلام وكرامة الإنسان، حتى لحظاته الأخيرة.
وقد توالت ردود الفعل الدولية فور إعلان وفاته، حيث نعاه عدد من قادة العالم وشخصيات دينية بارزة، مشيدين بإرثه الكبير كرمز للتسامح والدفاع عن المظلومين، ودوره الريادي في تعزيز الحوار بين الأديان ونشر ثقافة السلام في العالم.