عندما يصبح الخوف من فأر أكبر من الخوف من الطائرة: الخطوط الملكية المغربية في عين العاصفة

وفق معطيات دقيقة توصلت بها أنباء إكسبريس، تعرّضت راكبة مغربية، كانت في مهمة رسمية لتمثيل بلادها في تظاهرة مهنية إفريقية، لتجربة صادمة وغير مسبوقة على متن الرحلة الجوية رقم AT533، التابعة للخطوط الملكية المغربية، الرابطة بين الدار البيضاء وأبيدجان.

رحلة تحوّلت من مهمة وطنية نبيلة إلى مشهد سريالي، تخللته حالة ذعر بسبب ظهور فأر حقيقي يتجول بحرية داخل الطائرة، دون أن يلقى الأمر أي تفاعل جاد من طاقم الرحلة.

الراكبة، وهي عضو نشط في قطاع موكول إليه حمل صورة المغرب إلى الخارج، فوجئت بحركة غريبة على رجليها، لتكتشف أن فأرًا رماديًا، صغير الحجم، لكنه شديد الحماسة، قد وجد طريقه إلى داخل المقصورة، متسللًا بين المقاعد، ومحدثًا حالة من الاشمئزاز والقلق لدى أكثر من راكب.

المثير في الحادثة لم يكن فقط وجود القارض، بل الطريقة التي تعامل بها طاقم الطائرة مع الموقف؛ حيث لم يتم إخلاء المقاعد، ولا اتخاذ أي تدبير وقائي، بل جرى الاكتفاء بعبارات التطمين، واقتراح نقل الراكبين المتضررين إلى مقاعد الطاقم، وكأن الخطأ خطؤهم، أو الخطر لا يستحق المعالجة.

مصادر “أنباء إكسبريس” أكدت أن إحدى المضيفات اعترفت لاحقًا بوجود الفأر بالفعل، وذكرت أنه تم وضع قطعة من الجبن لجذبه، دون أي شعور بالحاجة إلى التحرك الفوري أو اتخاذ تدابير وقائية جدية.

كما لم يُقدم أي اعتذار رسمي للركاب، لا قبل الهبوط ولا بعده، ولم تُتخذ أي إجراءات طارئة تُذكر، رغم خطورة الوضع وما قد يمثّله من تهديد لأنظمة الطائرة ومعدات الاتصال والكهرباء.

في الوقت الذي تستعد فيه المملكة المغربية لاحتضان مؤتمرات وفعاليات قارية كبرى، من بينها احتضان كأس أمم أفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 وترتقي بموقعها الدبلوماسي والاقتصادي، تأتي مثل هذه الحوادث لتنسف منجزات مؤسساتية بأكملها، وتُحرج صورة الوطن أمام الشركاء الأفارقة والدوليين.

الخطوط الملكية المغربية، بصفتها ناقلًا وطنيًا، مطالبة اليوم بأكثر من مجرد تبرير أو صمت محرج.

إنها مطالبة بإعادة بناء الثقة، والالتزام الصارم بمعايير السلامة، الصيانة، واحترام كرامة الركاب.

رسالة مفتوحة إلى إدارة الخطوط الملكية المغربية

السيدات والسادة المسؤولين عن تسيير الناقل الوطني،

إن ما حدث في الرحلة AT533 ليس حادثًا عرضيًا يمكن تبريره أو التخفيف من تبعاته.

نحن أمام حالة إهمال صريح، وتقصير مهني يهدد السلامة الجوية، ويضرب صورة المغرب في العمق.

نطالبكم، باسم كل من يركب طائراتكم مكرهًا لا بطلًا، بما يلي:

1. فتح تحقيق شفاف ومستعجل في الحادثة، وتحديد المسؤوليات.

2. إصدار اعتذار رسمي ومعلن للركاب المتضررين.

3. مراجعة دورية لبروتوكولات النظافة والصيانة داخل الطائرات.

4. تكوين حقيقي ومتواصل لأطقم الطيران في تدبير الأزمات.

لقد تعب المغاربة من الوعود والشعارات، وآن الأوان لتعيدوا الاعتبار لشعاركم: “الخطوط الملكية المغربية.. فخر الانتماء”، لكن الفخر لا يُبنى على جبن موضوع للفئران.