شهدت مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا في ريف العاصمة السورية دمشق ليلة دامية، إثر اشتباكات مسلحة اندلعت على خلفية تسجيل صوتي مسيء إلى الرسول (صلى) نُسب إلى أحد أبناء الطائفة الدرزية، تم تسريبه من مجموعة واتساب وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، ما أثار غضبًا واسعًا بين مكونات المجتمع المحلي.
وبحسب مصادر محلية، سقط ما لا يقل عن 7 قتلى بينهم 5 من عناصر اللجان الشعبية واثنان من قوات الأمن العام، خلال اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة توثق حالة الفوضى والدمار، بينما أظهرت اللقطات سقوط عدد من الضحايا في الشوارع.
وأكدت مصادر أهلية أن اللجان الشعبية تدخلت لصد هجوم وصفته بـ”المنسق”، تزامن مع اعتداءات في مدن أخرى كقطنا، حيث تتركز أعداد من المواطنين الدروز.
وقد شهدت المناطق المستهدفة موجة من القلق الشعبي دفعت بالأهالي إلى منع أطفالهم من التوجه إلى المدارس صباح اليوم.
وفي بيان رسمي، أكدت وزارة الداخلية السورية أن التحقيقات ما تزال جارية لتحديد المسؤول عن التسجيل الصوتي المسيء، وأشارت إلى أن “ما يُشاع عن هوية الفاعل لا أساس له من الصحة حتى اللحظة”، محذرة من الاستجابة للدعوات التحريضية التي قد تؤدي إلى زعزعة السلم الأهلي.
من جانبه، دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز حمود الحناوي إلى التهدئة، محذرًا من محاولات بث الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، فيما شدد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى على أن “مواجهة خطاب الكراهية مسؤولية وطنية شاملة”، مؤكدًا عزم وزارته على التصدي لمحاولات الاستقطاب الطائفي.
ورغم عودة الهدوء الحذر إلى المنطقة، لا تزال المخاوف قائمة من تجدد التوتر، في وقت تؤكد فيه مصادر حكومية أن “جهود الأمن العام مستمرة لمنع تكرار ما جرى وضمان استقرار المناطق المتضررة”.