شهد رواق وزارة الثقافة الفلسطينية في الدورة الـ30 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط حضوراً استثنائياً من زوار المعرض، في مشهد يعكس عمق الارتباط الوجداني والثقافي الذي يجمع المغاربة بالقضية الفلسطينية، وحرصهم المستمر على إبقاء جذوة الوعي مشتعلة لدى مختلف الأجيال.
وسط أروقة المعرض، كانت الكتب الفلسطينية محط أنظار واهتمام جمهور متعطش لسردية نضالية تدوّن بحبر الذاكرة والمقاومة. تنوعت المعروضات بين الروايات، والسير الذاتية، والدراسات السياسية والتاريخية، إلى جانب كتب الأطفال، ما منح الرواق الفلسطيني ثراء فكريا وإنسانيا شدّ الزوار من مختلف الأعمار.
وقد لفتت الرواية الفلسطينية الأنظار بشكل خاص، وعلى رأسها رواية “الشوك والقرنفل” لزعيم حركة حماس في قطاع غزة الراحل” يحيى السنوار”، التي سجلت كواحدة من أكثر الكتب مبيعاً في الرواق، بحسب ناشرين مشاركين.
الرواية، بما تحمله من سرد ذاتي وتجربة نضالية موثقة، مثّلت مفتاحاً لفهم الواقع الفلسطيني من قلبه، كما استقطبت فئة واسعة من الشباب المهتمين بالأدب المقاوم.
كما حضرت أعمال كبار الأدباء الفلسطينيين مثل محمود درويش وغسان كنفاني، إلى جانب مؤلفات لكتّاب عرب تناولوا القضية الفلسطينية مثل أيمن العتوم وأدهم الشرقاوي وجهاد الترباني، الذين قال ناشرون إن كتبهم شكلت جزءاً أساسياً من مبيعات الرواق.
من جهة أخرى، سجلت دور نشر فلسطينية وعربية مشاركة لافتة في المعرض، بينما برز اهتمام خاص من كتّاب ومفكرين مغاربة بإصدار مؤلفات تتناول الشأن الفلسطيني من زوايا متعددة، تاريخية وأدبية وسياسية، في رسالة ثقافية تؤكد أنّ فلسطين ليست فقط قضية سياسية، بل وجدان مشترك وحكاية مستمرة في ضمير الأمة.
الرباط، مرة أخرى، تفتح ذراعيها للكتاب الفلسطيني، وتعيد التأكيد من قلب معرضها الدولي على أن الحبر لا يزال يقاوم، وأن فلسطين حاضرة في الصفحات كما في الوجدان.