أفريقياسياسةعاجل
أخر الأخبار

حصري.. بوادر إنقلاب داخلي بجبهة البوليساريو: قراءة في التغييرات التي شهدتها “قيادة الجبهة”

وهاجس الانهيار الداخلي الذي اصبح يخيم على مستقبل التنظيم الانفصالي

توصلت أنباء إكسبريس حصريا برسالة عبارة عن مقال من عنصر من جبهة البوليساريو يقدم نفسه بإسم “الطالب”، يوضح بشكل دقيق بوادر إنقلاب داخلي بجبهة البوليساريو، نص المقال:

في زحمة تصدّعات الداخل وتبدّل خارطة التحالفات الخارجية، جاءت خرجة البشير مصطفى السيد، أحد أبرز مؤسسي جبهة البوليساريو، لتكشف عن ما يشبه “الانقلاب الداخلي” الذي تشهده البنية القيادية للجبهة. كلامه لم يكن مجرد تعليق على إقالات إدارية، بل عرض مؤطر لتحول عميق يضرب مفاصل التنظيم في تندوف.

على السطح، تظهر التحركات الأخيرة – من إقالة والي الداخلة، إلى إبعاد وزير الخارجية ومحاولة تهميش أسماء ثقيلة داخل الأمانة الوطنية – كتغييرات تنظيمية داخلية. لكن ما تخفيه هذه القرارات يتجاوز بكثير منطق “التناوب” أو “الإصلاح”.

إنها، بحسب مراقبين، محاولة لتفريغ الجبهة من أصوات التوازن التي أصبحت تطالب بحل واقعي يأخذ بعين الاعتبار التطورات الأخيرة التي طرأت اقليميا ودوليا، ولإفساح المجال أمام عهدة جديدة لزعيم الجبهة في مؤتمر يبدو أنه يُعدّ له منذ الآن بطريقة أحادية.

الداخل يغلي. والقبائل باتت تعبّر عن ضيقها من سياسة الاستفراد بالقرار ومن نكسات الجبهة. إقالة الوالي أعبيدة الشيخ، المعروف بصرامته، كانت بمثابة إعلان صريح بأن لا مكان للمستقلين في مشهد يُعاد تشكيله على وقع الولاءات لا الكفاءات.

بل إن اللافت، وفقاً لمصادر مقربة من المخيمات، أن «إزاحة أعبيدة» جاءت بهدف إحكام القبضة على “ولاية” تعتبر الحاضنة الرئيسية لأشغال المؤتمر العام، ما يُرجّح فرض سيناريو انتخابي شبيه بما وصفه البشير مصطفى بـ”نسبة 98% على طريقة السيسي” حسب ادعاءه ولكان من الأحرى أن يقول على شاكلة عبد المجيد تبون.

ومع اقتراب موعد المؤتمر، يبدو أن ما كان يُدار بهدوء في الكواليس بات اليوم أمام العلن. فإقالة محمد الوالي السيداتي – وزير الخارجية المزعوم، تعكس رغبة إبراهيم غالي في تطويع كل مفصل حيوي داخل الجبهة لخدمة حسابات التمديد لا التجديد.

أما إبعاد كل من خطري آدوه علاوة على السيداتي من المكتب التنفيذي، وتعويضهما بغريم البشير التاريخي عبد القادر الطالب عمر، فيبدو أنه يستهدف خنق أي صوت قد يلمّح إلى مشروع بديل، أو قراءة مغايرة للوضع المتأزم.

لكن، وهنا المفارقة، ما يصفه البعض بـ”الضربة الاستباقية” قد يتحول إلى نقطة الانفجار الداخلي، خاصة أن الواقع الإقليمي والدولي لم يعد يلعب لصالح البوليساريو ولا لولي نعمته الجزائر.

الولايات المتحدة، التي لطالما حافظت على مسافة محسوبة من الملف، باتت تعتبر المغرب حليفاً استراتيجياً في شمال إفريقيا، كما صرح البنتاغون. الدعم الدولي يتوسع لصالح مقترح الحكم الذاتي الذي ترفضه الجبهة بشكل عقائدي، رغم أنه بات يُنظر إليه كحل عملي وواقعي ولا مفر منه.

الجزائر، التي لطالما لعبت دور الراعي للجبهة، تعاني من أزمة داخلية خانقة: تراجع اقتصادي، انسداد سياسي، وعزلة دبلوماسية تتزايد مع كل سنة. لم تعد قادرة على لعب دور القاطرة، بل بالكاد تدير ملفاتها المتأججة داخلياً.

وفي الميدان، الحسم العسكري الذي يقوده المغرب منذ إعادة فتح معبر الكركرات في 2020 أجهض رهانات البوليساريو على “العودة إلى الحرب”. فالجبهة، المحاصرة خلف الجدار الدفاعي، تتلقى الضربات دون قدرة على الرد أو المناورة.

البشير مصطفى السيد، بحكم معرفته الدقيقة بدواليب البوليساريو، يدرك أن المسألة لم تعد فقط مسألة “من سيقود المؤتمر؟”، بل “هل هناك أساس بعد اليوم لهذا المؤتمر؟”، وهل يمكن لجبهة، تعيش حالة إنكار استراتيجي، أن تستمر في تجاهل كل هذه المتغيرات؟

في ختام خرجة يمكن وصفها بأنها الأهدأ لهجة والأشد وقعاً، يختم البشير بدعاء: “اللهم اهدنا إلى أحسن الحركات وأبرك السكنات”. لكن الرسالة كانت قد وصلت: إذا لم تتغير الجبهة من الداخل، فإن العالم من حولها لن ينتظرها لتلحق به.

ربما لم يعد الوقت يسعف لتغيير المسار، ولكن هذه الخرجة كانت أول إنذار حقيقي من أحد “المؤسسين” بأن النهاية قد لا تكون بعيدة، ما لم يحدث تصحيح جذري.

* عنصر من البوليساريو “الطالب” 

https://anbaaexpress.ma/1vhad

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى