بعد التقارب الأخير بين قطر وإسرائيل، حيث كانت طائرات قطرية تشارك جنبا إلى جنب مع الطيران الإسرائيلي في مناورات عسكرية مشتركة نظمت في اليونان، تعزز التعاون العسكري بين الدول المشاركة، وذلك في ظل القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة وقد تم اعتباره تطبيع خفي بين البلدين.
أكثر من هذا تشهد الآن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل مرحلة دقيقة من التقارب الحذر، وسط جهود إقليمية ودولية لدفع عجلة التطبيع، مع التأكيد السعودي الدائم على أن القضية الفلسطينية تظل مفتاح أي اتفاق مستقبلي.
لكن لحدود الساعة لم تُعلن المملكة العربية السعودية عن تطبيع رسمي كامل للعلاقات مع إسرائيل، على غرار ما فعلته عدة دول في منطقة الشرق الأوسط، في اتفاقيات “أبراهام” عام 2020.
لكن هناك مؤشرات على تقارب غير رسمي مهم جدا وفق معطيات دقيقة وتقدم في المحادثات، خاصة برعاية أمريكية.
حيث تشمل هذه الرعاية الأمريكية لقاءات دبلوماسية غير معلنة وغير رسمية بين طرفين، مع تسهيلات في الطيران العبور، بالإضافة هناك عدة تصريحات أكثر مرونة من بعض المسؤولين.
الموقف السعودي: لا تطبيع دون دولة فلسطينية
في فبراير الماضي 2025، جددت السعودية عبر بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية، تمسكها بمبادرة السلام العربية وموقفها الثابت بأن “لا تطبيع مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية”.
وفي نفس السياق شدد سفير السعودي في بريطانيا، الأمير خالد بن بندر، هو الآخر على أن المملكة لن تمضي قدمًا في التطبيع ما لم يتم التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وجدير بالذكر، رغم تصريحات السعودية بأن القضية الفلسطينية تظل عاملًا حاسما في التطبيع مع إسرائيل وشرط مهم، إذ تؤكد السعودية كل مرة في العلن أن التطبيع الكامل مرتبط بحل عادل للقضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية، في الحقيقة رغم كل هذا يعتبر كلام فقط.
مراهنات إسرائيلية وتصريحات مثيرة
في المقابل، أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق تطبيع، أكثر من مرة متحدثًا عن تغييرات إقليمية تصب في مصلحة هذا المسار، غير أن بعض تصريحاته، كاقتراحه ساخرًا إقامة دولة فلسطينية في السعودية، التي أثارت ردود فعل غاضبة في الإعلام السعودي والوطن العربي.
وللإشارة، في المقابل تلعب أمريكا دورا فاعلا ومستمرة في التوصل إلى إتفاق بين الطرفين السعودي الإسرائيلي، لهذا تواصل واشنطن لعب دور الوسيط، حيث ناقش مستشار الأمن القومي الأمريكي مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تفاصيل اتفاق أمني محتمل يشمل التطبيع، لكنه مرهون بإنهاء الحرب في غزة والتقدم في مسار الدولة الفلسطينية.
بين المبادئ والبراغماتية
لا تزال الرياض متمسكة بموقفها التاريخي، رافضة تجاوز القضية الفلسطينية، رغم الانفتاح النسبي والتغيرات الإقليمية. في الوقت ذاته، لكن يبدو أن الأبواب لم تُغلق بالكامل، ريثما تتضح ملامح الحل السياسي في المنطقة.
لكن التقارير تؤكد بأن اتفاقيات أبراهام، عادت بشكل قوي للاستئناف من جديد، رغم تحفظات بعض الدول العربية.
وجدير بالذكر، أُبرمت سلسلة من الاتفاقيات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية بوساطة الولايات المتحدة، بهدف تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، والتي تم توقيعها رسميًا في 15 سبتمبر 2020 في البيت الأبيض، برعاية الرئيس الأمريكي وقتها دونالد ترامب.
ومن المرتقب أن توقع السعودية رسميًا على اتفاق مماثل بعد عدة محادثات، رغم انها أبدت انفتاحًا مشروطًا لتطبيع العلاقات بحل القضية الفلسطينية، مع تجنب الأعمال العدائية وتعزيز السلام في الشرق الأوسط.
وما يعزز هذا وهي تصريحات سابقة لولي العهد السعودي، الأميرِ محمد بن سلمان، التي أدلى بها لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية، أكّـد أن المملكة العربية السعودية “تقترب كـل يوم” من التطبيع مع إسرائيل، لكن القضية الفلسطينية تظل قضيةً “مهمةً للغاية” يتعين حلها.