في خضم تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، نفت بكين بشكل قاطع وجود أي مكالمة هاتفية حديثة بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، على الرغم من تصريحات الأخير التي ألمح فيها إلى حدوث اتصالات مباشرة.
وجاء النفي الرسمي من وزارة الخارجية الصينية، حيث صرح المتحدث باسم الوزارة، قوه جياكون، قائلاً: “على حد علمي، لم تجرَ أي مكالمة هاتفية بين الرئيسين في الآونة الأخيرة”، وذلك رداً على ما ذكره ترامب خلال مقابلة مع مجلة “تايم”، حيث أشار إلى أن الرئيس الصيني قد اتصل به.
وفي سياق منفصل، وخلال حديثه مع الصحفيين في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض قبل توجهه إلى إيطاليا للمشاركة في جنازة البابا فرانسيس في 26 أبريل، كرر ترامب الإشارة إلى محادثاته مع شي، دون تحديد موعد آخر اتصال، مؤكداً أنه سيفصح عن تفاصيل إضافية في الوقت المناسب.
وتأتي هذه التصريحات وسط تفاقم القلق في الأسواق العالمية، مع تصعيد متبادل للرسوم الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم.
فقد فرضت واشنطن رسوماً بنسبة 34% على الواردات الصينية، تلتها زيادات تدريجية وصلت إلى 145%، بعد إضافة رسوم مرتبطة باتهامات تتعلق بمكافحة المخدرات الاصطناعية، مثل الفنتانيل.
من جانبها، لم تتوانَ الصين عن الرد، إذ رفعت الرسوم على السلع الأمريكية المستوردة إلى 84%، معتبرة السياسات الأمريكية “أنانية ولا تليق بدولة عظمى”، وفق تعبير المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة، تشين شو.
ورغم إعلان ترامب عن نية بلاده خفض بعض الرسوم المفروضة على السلع الصينية، أكد أن الإلغاء الكامل لهذه الرسوم “لن يحدث أبداً”، مما يعكس استمرار النهج التصعيدي في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
في ظل هذه الأجواء المشحونة، تبقى الأسواق والمراقبون في حالة ترقب لأي تطور قد يعيد التوازن للعلاقات الثنائية أو يزيدها تعقيداً.