مخيمات تندوف تغرق في الفوضى المسلحة: الصحراويون تحت رحمة ميليشيا البوليساريو، لم يعد صوت العقل مسموعًا في مخيمات تندوف، بعدما علا صوت الرصاص فوق رؤوس النساء والأطفال بدل أن يتجه إلى ساحات الجبهات التي يتغنى بها قادة ميليشيا البوليساريو.
واقع خطير فرض نفسه بقوة خلال الأيام الأخيرة، بعدما تحولت المخيمات إلى مسرح لاشتباكات دامية بين عناصر متطرفة تنشط في منطقة الساحل وصحراء أفريقيا، ومجموعات مسلحة مرتبطة بأجهزة أمن ميليشيا البوليساريو.
مشاهد إطلاق النار العشوائي، وتبادل الرصاص بالأسلحة الرشاشة، وثّقتها مقاطع فيديو متداولة على نطاق واسع، كشفت عن حجم الانفلات الأمني الخطير الذي تعيشه المخيمات، حيث باتت أرواح المدنيين رهينة لصراع المصالح والنفوذ بين الفصائل المسلحة.
مصادر محلية أكدت أن الوضع خرج عن السيطرة بشكل كامل، وأن أي رصاصة طائشة قد تودي بحياة أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم عالقون وسط فوضى ميليشياوية تتغذى على الفقر واليأس.
تندوف: فيديو يوثق تبادل إطلاق النار فوق رؤوس المحتجزين
الأسلحة الثقيلة التي يُفترض أن تكون محصورة بيد السلطات المسؤولة، أصبحت اليوم في متناول الجماعات المتطرفة والمليشيات، ما يجعل أي خلاف بسيط كفيلاً بتحويل المخيمات إلى ساحة معركة مفتوحة.
السكوت الدولي عن هذا التصعيد غير المسبوق يمثل تواطؤًا خطيرًا، في وقت تستمر فيه معاناة الصحراويين الذين وجدوا أنفسهم رهائن لمليشيا إرهابية تتحكم في مصيرهم وتستبيح دماءهم.
إن ما يجري في تندوف ليس مجرد انفلات أمني عابر، بل مؤشر واضح على فشل قيادة البوليساريو في ضبط الأوضاع، وتورطها في التحالف مع شبكات تهريب السلاح والجريمة المنظمة في الساحل والصحراء.
الوضع ينذر بكارثة إنسانية حقيقية ما لم تتدخل القوى الدولية والمنظمات الحقوقية بشكل فوري لوضع حد لهذه الفوضى وحماية المدنيين الأبرياء الذين دفعوا ثمن هذا الصراع العبثي لعقود طويلة.. ويبقى السؤال الكبير معلقًا: إلى متى سيظل العالم يتفرج على مأساة تندوف بصمت مخزٍ؟
