أعربت الحكومة المكسيكية، الخميس، عن ارتياحها لنجاح اتفاقية التجارة بين المكسيك والولايات المتحدة وكندا (T-MEC) في تفادي الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، والتي استهدفت بقية دول العالم.
وقال وزير الاقتصاد المكسيكي، مارسيلو إبرارد، خلال المؤتمر الصحفي اليومي للحكومة: “السؤال كان: هل سينجو الاتفاق من هذا النظام التجاري الجديد؟ لقد كان هذا هاجس الرئيسة كلوديا شينباوم منذ البداية، والآن يمكننا القول: نعم، لقد نجا”.
وكانت شينباوم وإبرارد قد رحّبا بقرار ترامب استثناء المنتجات المشمولة ضمن الاتفاق من الرسوم الجديدة، رغم استمرار فرض ضرائب بنسبة 25% على القطاعات غير المشمولة، بالإضافة إلى رسوم مماثلة على الصلب والألمنيوم والسيارات التي تحتوي على مكونات غير أميركية.
وأكدت شينباوم أن الرسوم “المتبادلة” التي فرضها ترامب، والتي تتراوح بين 10% كحد أدنى وتشمل رسوماً أعلى تصل إلى 20% على الاتحاد الأوروبي و34% على الصين، تعكس طبيعة العلاقة التجارية التي تتيح للمكسيك والولايات المتحدة وكندا الاستفادة المشتركة.
وأضافت: “كنا دائماً نؤكد على أهمية الحفاظ على الاتفاقية، والآن في وضع لم يكن متوقعاً، يتم الاعتراف بأهمية T-MEC، وهو أمر في غاية الأهمية، وسنواصل العمل على التفاوض حول القطاعات الأخرى”.
محادثات مستمرة بين المكسيك وإدارة ترامب
ورغم انتقاد ترامب لاتفاقيات التجارة الحرة وعجز الميزان التجاري مع المكسيك وكندا، اعتبرت شينباوم أن هجومه كان موجهاً ضد اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) لعام 1994، وليس ضد T-MEC التي تم التفاوض عليها في عهد ترامب وحلّت محل الاتفاق القديم في يوليو 2020.
وأكدت الرئيسة المكسيكية أن حكومتها لا تزال في حوار مستمر مع واشنطن، مشيرة إلى أن وزير الاقتصاد مارسيلو إبرارد “بنى علاقة جيدة جداً” مع وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك.
وأشار إبرارد إلى أن المكسيك ستسعى لتحقيق “أفضل الشروط” خلال المراجعة الدورية لاتفاقية T-MEC، والمقرر إجراؤها في عام 2026، إلا أن العديد من المحللين يرون أن ترامب بدأ بالفعل في ممارسة الضغوط مبكراً قبل موعد المراجعة.
وقال إبرارد: “الخطوة التالية هي بدء المراجعة المقررة للاتفاق. هل تم تقديم الموعد؟ نعم، تم تقديمه بشكل كبير، ولكن بفضل ذلك نجحنا في الحفاظ على الاتفاق، والآن يمكننا الحديث عن تحسينه”.
حماية 10 ملايين وظيفة في المكسيك
من جانب آخر، أعلنت الحكومة المكسيكية، الخميس، أن “المعاملة التفضيلية” التي حصلت عليها البلاد ضمن الرسوم ال جارية الجديدة التي فرضها ترامب ساهمت في حماية 10 ملايين وظيفة.
وأوضح إبرارد أن المنتجات المكسيكية المشمولة في اتفاقية T-MEC ستظل معفاة من الرسوم الجمركية، وهو ما يشمل قطاعات حيوية مثل الزراعة، والإلكترونيات، والطاقة الكهربائية، والصناعات الكيميائية، والمنسوجات، والأحذية، والصناعات الدوائية، والآلات.
وأكد الوزير أن “استراتيجية الرئيسة شينباوم” لضمان “معاملة تفضيلية” للمكسيك مقارنة ببقية العالم قد أثبتت نجاحها، قائلاً: “في هذا النظام التجاري الجديد، كان الهدف أن تحقق المكسيك معاملة تفضيلية، أي أن تحظى بظروف أفضل للمنافسة، حيث تتمتع بضرائب أقل من الآخرين”.