أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقد في القاهرة اليوم الإثنين، على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ورفض أي محاولات للتهجير القسري للفلسطينيين، مع التشديد على أهمية إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وشدد السيسي على أن تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط سيظل صعب المنال ما لم تُحل القضية الفلسطينية بشكل عادل وشامل، مؤكدًا أن “الشعب الفلسطيني لا يزال يواجه حروبًا طاحنة تدمر مقومات حياته وتحرم أجياله من الأمل في مستقبل أكثر أمنًا”.
وكشف الرئيس المصري عن توافقه مع ماكرون على دعم المبادرة العربية لإعادة إعمار غزة، ورفض أي سيناريوهات للتهجير، قائلاً: “توافقنا على تنسيق الجهود لعقد مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي تنوي مصر استضافته فور وقف إطلاق النار”.
وأضاف أن المناقشات تناولت ضرورة تدشين أفق سياسي حقيقي يفضي إلى إحياء عملية السلام، وفق حل الدولتين وعلى أساس حدود الرابع من يونيو 1967، مع القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
وفيما يخص تداعيات الحرب في غزة على الملاحة العالمية، أوضح السيسي أن الهجمات في مضيق باب المندب أدت إلى تحويل السفن التجارية مساراتها بعيدًا عن قناة السويس، متسببًا في خسائر قدرت بـ7 مليارات دولار من إيرادات القناة خلال عام 2024، إلى جانب الإضرار بحركة التجارة وسلاسل الإمداد العالمية.
كما تطرقت المحادثات إلى ملفات إقليمية أخرى، حيث أكد الرئيس المصري على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، داعيًا إلى تسوية سياسية شاملة بمشاركة كافة مكونات الشعب السوري، وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان.
من جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي عن رفضه القاطع للنقل القسري لسكان غزة، مؤكدًا ضرورة استئناف وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع المحتجزين. كما أعرب عن قلقه من البرنامج النووي الإيراني، وأكد دعمه لسيادة لبنان واستقراره.
وأشار ماكرون إلى استمرار دعم فرنسا لمصر في ظل بيئة إقليمية مضطربة، معلنًا التزام باريس بمساندة المحادثات الجارية بين القاهرة وكل من صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية لدعم الاقتصاد المصري.
واختتمت القمة الثنائية بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين، في وقت يُنتظر فيه عقد قمة ثلاثية لاحقًا اليوم تجمع السيسي وماكرون والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، لمواصلة البحث في مستجدات الأوضاع الإقليمية.
