أنباء إكسبريس – العيون
توجت جمعية التحالف الفرنسي بالعيون نسختها الأولى من الأبواب المفتوحة، التي أقيمت يوم السبت 26 أبريل 2025 بقصر المؤتمرات بمدينة العيون، حاضرة الأقاليم الجنوبية، على وقع التقاسم الثقافي وتشارك القيم الحضارية.
وقد شكل الحدث خطوة مهمة لتجسير روابط التواصل البناء بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ومعانقة العمق الإفريقي الذي يميز هوية المغاربة عامة وساكنة الصحراء على وجه الخصوص، بانفتاحهم الثقافي والقيمي وتمددهم الإفريقي والمتوسطي والأطلسي.
لم تعد عاصمة الأقاليم الجنوبية مجرد منطقة جذب سياسي واقتصادي، بل غدت وعاءً جامعًا لمشاريع البناء الواعي للقيم المجتمعية، المستندة إلى ترسيخ الهوية الذاتية وتعزيز المحددات المشتركة لشعوب المنطقة، على أساس التفاعل الخلاق مع ثقافة الآخر الشريك، الذي يبذل جهده لفهم ثقافتنا وتطلعاتنا لبناء مستقبل قائم على ثقافة السلم والنماء والرفاه، ومجتمع العلم والمعرفة.

لماذا جمعية للتحالف الفرنسي بالعيون؟
جاء تأسيس هيئة التحالف الفرنسي بالعيون ثمرة لاتفاق إرادات نخبة من المثقفين والفاعلين المدنيين والأطر المجتهدة بجهة العيون الساقية الحمراء، بهدف الارتقاء بقيمة الثقافة والعلم، واكتساب الخبرات المرتبطة بثقافات وحضارات الآخرين، من أجل تعزيز مكاسب الناشئة في أقاليم الصحراء.
ويهدف هذا المشروع إلى تحضير الأجيال الصاعدة لأي استحقاقات ثقافية وعلمية مستقبلية، والعمل على إعادة ترجمة هويتنا وتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا، وما رسّخ وحدتنا وثوابتنا، إلى لغات وثقافات الشعوب والحضارات المجاورة، وعلى رأسها الثقافة الفرنكوفونية والفرنسية باعتبارها لغة ثقافة وأدب وفنون، يتعين التفاعل معها بإيجابية وتهيئة الأجيال الصاعدة للانفتاح عليها.
لم تكن لتتحقق مبادرة تأسيس التحالف الفرنسي بالعيون لولا تضافر جهود ثلة من الكفاءات المحلية الواعية بالرهانات التنموية للمنطقة، مدعومة بدعم قوي من السلطات الولائية، التي رافقت مسؤولي هذه المبادرة الواعدة.
وهي مبادرة من شأنها إعادة بعث الدفء في العلاقات الثقافية بين الثقافة الفرنسية بمختلف روافدها والثقافة المغربية بتعددها وثرائها، واستشراف آفاق تعاون واعدة ستنعكس إيجابًا على ساكنة الأقاليم الجنوبية، سواء في ميادين التكوين الأكاديمي والعلمي والمهني، أو في تطوير التكنولوجيا والاقتصاد وتعزيز الخبرات في مجال البحث العلمي، إلى جانب فتح إمكانيات الاستثمار والنمو الاقتصادي بما يتلاءم مع المؤهلات البشرية المحلية المتعطشة لفرص وآفاق جديدة.
إن الانخراط تحت شعار “اكتشف، تعلم، وعِش اللغة الفرنسية”، لم يكن مجرد تنظيم احتفالية عابرة امتثالًا لإكراهات برامج جمعيات المجتمع المدني، بل كان حدثًا فارقًا يستحق التوقف عنده، لفرادة الفكرة، وحسن التنفيذ، ورجاحة المبررات، والمتمثلة أساسًا في تعزيز قيمة المعرفة والعلم، وتقوية القدرات في مختلف المجالات بجهات الصحراء، مع دعم انفتاح المنطقة على فضاءات جديدة، وفي مقدمتها الجمهورية الفرنسية والمنطقة الفرنكوفونية بصفة عامة.