إستشهد ما لا يقل عن 23 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، فجر اليوم، في سلسلة غارات جوية إسرائيلية استهدفت خياماً تأوي نازحين شمالي وجنوبي قطاع غزة، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في غزة. وأوضحت الوزارة أن جميع الجثث وُجدت متفحمة بالكامل نتيجة اشتعال النيران في الخيام إثر القصف المباشر.
في مدينة بيت لاهيا شمال القطاع، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية خيمة تقطنها عائلة بأكملها أثناء نومهم، ما أسفر عن استشهاد ستة من أفرادها. وفي مخيم جباليا للاجئين، المشهد تكرر: سبعة أفراد من عائلة واحدة قُتلوا تحت القصف وهم داخل خيمتهم.
أما جنوباً، فقد طال القصف منطقة “المواصي” غربي خان يونس، المصنفة كمنطقة إنسانية من قبل الجيش الإسرائيلي نفسه، حيث استُهدفت مجدداً خيام للنازحين، ما أودى بحياة عشرة فلسطينيين آخرين على الأقل. وقد نُقل الضحايا والمصابون إلى مستشفى ناصر، أحد المراكز الطبية القليلة التي لا تزال قيد العمل وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في القطاع.
ومع تدمير الغالبية العظمى من مباني غزة خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف، تحوّلت الخيام إلى الملاذ الوحيد لآلاف العائلات. لكن منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس الماضي، صعّدت إسرائيل من هجماتها على تلك الخيام، خصوصاً خلال ساعات الليل، في تصعيد بات يتكرر بشكل شبه يومي.
وتُظهر مقاطع الفيديو التي بثتها وسائل إعلام فلسطينية محلية مشاهد مروّعة لألسنة اللهب تلتهم الخيام، فيما يحاول سكان غزة إخماد الحرائق بأيديهم، ويغطون جثامين الشهداء وسط الدمار.
وبحسب آخر إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الصحة في غزة، فقد بلغ عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، أكثر من 51,025 شهيداً، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى 116,400 جريح، في حين لا يزال الآلاف تحت الأنقاض ومصيرهم مجهول.
