سياسةعاجلمجتمع
أخر الأخبار

صدمة: الجزائر تستقبل سفينة متجهة إلى أسدود الإسرائيلية.. سقوط القناع تحت قصف غزة “وثيقة”

وقد سبق لأنباء إكسبريس أن كشفت في تقارير سابقة، مدعومة بمعطيات دقيقة، عن قيام الجزائر بتزويد إسرائيل بالغاز، في خرق واضح للحصار الاقتصادي المعلن، وفي وقت كانت فيه دماء الفلسطينيين تنزف بغزارة، كما أن المخابرات الجزائرية تقوم بالضغط على الإعلام وتعتيم خبر تزويد الجزائر إسرائيل بالغاز.

بينما تشتعل غزة تحت القصف، وتتساقط البيوت على رؤوس ساكنيها، وبينما تواصل الجزائر رسميًا ترديد شعار “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، تفاجأ الرأي العام بتوقف سفينة متجهة مباشرة إلى ميناء أسدود الإسرائيلي في ميناء بجاية الجزائري.

حادث لا يمكن اعتباره عابرًا أو محض مصادفة، ولا يمكن التعامل معه بالصمت أو بالتبريرات التقنية، لأنه ببساطة يُعرّي واقعًا سياسيًا متناقضًا لم يعد بالإمكان التستر عليه.

ميناء أسدود ليس مجرد منشأة تجارية، بل يُعد شريانًا اقتصاديًا وعسكريًا استراتيجيًا لدولة الاحتلال، خصوصًا في أوقات الحرب. ومرور سفينة في طريقها إليه عبر ميناء جزائري رسمي يُعد وصمة عار على جبين خطاب طالما زعم الممانعة، وشتم دولًا أخرى بتهمة التطبيع.

المفارقة أن نفس السلطة الجزائرية التي تصدر بيانات الإدانة يوميًا، وتزايد في كل محفل على “خيانة” الآخرين، تستقبل سفنًا تخدم إسرائيل دون خجل، ودون أن تقدّم للرأي العام أي توضيح، وكأن شيئًا لم يكن. فهل هو تطبيع سري؟ أم تجارة ملوّثة بدماء الأبرياء؟ أم مجرد خضوع لمعادلات السوق الدولية على حساب المبادئ؟

الأدهى من ذلك، أن تقارير متقاطعة تشير إلى وجود قنوات غير مباشرة لتصدير الغاز الجزائري إلى إسرائيل، عبر وسطاء أوروبيين، وهو ما يُحوّل الخطاب الرسمي الجزائري إلى مجرد ستار دخاني تُدار خلفه مصالح استراتيجية تتناقض مع كل ما يُقال أمام الكاميرات. في زمن الانكشاف، لم يعد الصمت حيادًا، بل صار قرينة على التواطؤ.

وقد سبق لأنباء إكسبريس أن كشفت في تقارير سابقة، مدعومة بمعطيات دقيقة، عن قيام الجزائر بتزويد إسرائيل بالغاز، في خرق واضح للحصار الاقتصادي المعلن، وفي وقت كانت فيه دماء الفلسطينيين تنزف بغزارة، كما أن المخابرات الجزائرية تقوم بالضغط على الإعلام وتعتيم خبر تزويد الجزائر إسرائيل بالغاز.

واليوم، تأتي هذه السفينة المتجهة إلى أسدود لتؤكد أن الأمور تجاوزت مرحلة الاشتباه، ودخلت حيّز الفعل الممنهج.

هذا الحادث غير المسبوق يفرض على الجميع أن يواجهوا الحقيقة كما هي: الجزائر الرسمية كسرت الحاجز وسقط قناعها، مهما حاول الإعلام الرسمي أو أبواق النظام تزييف الواقع. فبينما تُهدم البيوت على أطفال غزة، تستقبل الموانئ الجزائرية سفنًا متجهة لدولة الاحتلال.

وفي ظل هذا المشهد المريب، تتعالى أصوات الجماهير والناشطين للمطالبة بـ فتح تحقيق عاجل وشفاف: لماذا توقفت السفينة؟ من سمح بذلك؟ وهل هو حادث عرضي أم حلقة في مسار معروف ومقصود؟ في زمن المجازر، لا مكان للصدف.

مؤكدين بأن الجزائر التي طردت فنانين وصحفيين لمجرد الاشتباه في علاقتهم بإسرائيل، لا يمكنها أن تصمت أمام حادث بحجم التعامل التجاري المباشر أو غير المباشر مع الاحتلال.

وأضاف أحد النشطاء، لن نقبل أن تكون الموانئ الجزائرية بوابات خلفية لتغذية آلة الحرب الصهيونية، ولا أن يُستخدم الصمت الرسمي كغطاء سياسي لهذا الانحراف الخطير.

والأخطر أن الجزائر، وفق معطيات مؤكدة، أصبحت من بين الدول التي تُصدر الغاز إلى إسرائيل بشكل مباشر، حتى في ظل العدوان على غزة، في وقت امتنعت فيه دول مثل مصر عن تزويد الاحتلال بأي شحنات. فمن بقي وفيًا لفلسطين؟ ومن باعها بثمن السوق؟

آن الأوان أن نُسمي الأشياء بأسمائها. سقط القناع. ودماء غزة تفضح الجميع.

سفينة متجهة مباشرة إلى ميناء أسدود الإسرائيلي من ميناء بجاية الجزائري
https://anbaaexpress.ma/ur080

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى