أمام أكثر من 100 ألف من أنصاره، وفي تجمع حاشد بمدينة Villa Tunari في بوليفيا، أعلن الزعيم الأنديزي إيفو موراليس عن تأسيس أداة سياسية جديدة تحت إسم “Evo pueblo” كبديل لحركة التوجه نحو الاشتراكي الحزب الذي أوصله (Movimiento al Socialismo – MÁS) إلى الحكم من 2006 إلى 2019.
الرئيس البوليفي السابق، الذي يطمح للعودة مجددًا وخوض الانتخابات الرئاسية لعام 2025، يرى في هذه الخطوة تحديًا لأصدقاء الأمس، متهمًا إياهم بالانحراف عن مبادئ الحركة واستغلال القضاء (Lawfare) لمنعه من الترشح، وذلك استنادًا إلى الدستور البوليفي الذي يفرض حدًا أقصى لفترتين رئاسيتين.
إيفو موراليس: أول رئيس من أصول أنديزية وإرثه السياسي
يُعتبر إيفو موراليس أول رئيس من أصول أنديزية في تاريخ بوليفيا، وقد حقق خلال فترة حكمه عددًا من الإصلاحات الجوهرية التي حسّنت ظروف البلاد، وساهم في تحسين مستوى معيشة المواطنين، واستثمر بشكل فعال في طفرة الغاز لتعزيز الاقتصاد الوطني.
من أبرز مواقفه السياسية دفاعه عن الفلاحين الصغار ومزارعي نبتة الكوكا، حيث يعتبرها منتجًا وطنيًا يجب تقنينه، رغم الانتقادات التي يتعرض لها من معارضيه الذين يتهمونه بالتقارب مع كبار بارونات تجارة المخدرات في أمريكا اللاتينية.
إيفو موراليس في الحكم: إنجازات وتحولات سياسية
1. إصلاح الدولة ودستور جديد (2009)
تبني دستور جديد أعلن بوليفيا “دولة متعددة القوميات”، معترفًا بحقوق الشعوب الأصلية.
تعزيز دور الدولة في إدارة الموارد الطبيعية، لا سيما الغاز والليثيوم.
2. تأميم الموارد الطبيعية
تأميم قطاعي الغاز والنفط عام 2006، مما زاد من إيرادات الدولة.
إنشاء شركات وطنية في مجالات الطاقة والاتصالات والتعدين.
3. النمو الاقتصادي وتراجع الفقر
بلغ متوسط معدل النمو الاقتصادي 4.5% سنويًا، ليصبح من بين الأعلى في أمريكا اللاتينية.و انخفضت نسبة الفقر المدقع من 38% (2005) إلى 15% (2018).
في عهده توسعت الطبقة الوسطى بفضل البرامج الاجتماعية والاستثمارات الحكومية.
4. السياسات الاجتماعية والتعليم
أطلقت الحكومة عددا من البرامج الاجتماعية، لدعم الأطفال في المدارس، لدعم كبار السن، و لمساعدة النساء الحوامل.
كما شن حملة ضخمة لمكافحة الأمية بدعم من كوبا وفنزويلا، مما جعل بوليفيا تُعلن نفسها “دولة خالية من الأمية” عام 2008.
5. الأزمات السياسية والأزمة الانتخابية (2019)
انتخب مورتليس رئيسًا في 2009 و2014، لكنه خسر استفتاء 2016 حول تعديل الدستور للسماح بولاية ثالثة جديدة.
وقد شهدت انتخابات 2019 اتهامات بالتزوير، مما أدى إلى احتجاجات واسعة، انتهت بإجباره على الاستقالة بعد سحب الجيش والشرطة دعمهما له.
صراع “الإخوة الأعداء”: فرصة لليمين للعودة إلى الحكم؟
الانقسام الفعلي داخل الحركة الاشتراكية قد يمنح اليمين فرصة للعودة إلى السلطة في انتخابات 2025.
أهم الأحزاب اليمينية في بوليفيا:
Creemos.
Comunidad Ciudadana.
Partido Demócrata_Cristianó.
Partido de Unidad Nacional
1. حزب كرييموس
يرأسه لويس فرناندو كاماتشو (حاكم سانتا كروز، معتقل حاليًا). و هو حزب ينتمي الى اليمين المحافظ، ذو النزعة الإقليمية الاستقلالية، و يعتبر معارض شرسا لحزب الحركة نحو الاشتراكية الماركسي الحاكم، و يدعو إلى اللامركزية والنموذج الاقتصادي الليبرالي.
2. حزب المجتمع المدني
زعيمه هو كارلوس ميسا (رئيس سابق)، من يمين_الوسط، يتبنى الديمقراطية الاجتماعية المعتدلة، و معارض لـلحزب الحاكم ولكن بشكل مؤسساتي أقل تطرفًا من “كرييموس”.
3. الحزب الديمقراطي المسيحي
يرأسه خورخي كيروغا (رئيس سابق، تراجع نشاطه السياسي)، و يعتبر حزب يمين محافظ ( ديمقراطية مسيحية)، و تقليديًا هو حزب معارض، لكنه فقد الكثير من نفوذه.
4. حزب الوحدة الوطنية
مؤسسه هو صامويل دوريا ميدينا، يصنف ضمن اليمين_الوسط، ذو توجه ليبرالي، و لكنه فقد تأثيره.
خاتمة: هل يعود اليمين إلى الحكم؟
بينما تجسد الانقسام داخل الحركة نحو الاشتراكية، يراقب اليمين البوليفي هذه الأزمة بحثًا عن فرصة للعودة إلى السلطة، و بإعلان عن وحدة المعارضة الديمقراطية في بوليفيا، و بعد رسالة رئيس حزب كرييموس creemos اليميني المعارض، من داخل السجن، و دعمه الامشروط لأي مرشح تختاره المعارضة اليمينية، يصبح فوز اليسار بشقيه (بعد 5 انتصارات متتالية)، في حكم الصعب.
ومع اقتراب انتخابات 2025، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ينجح إيفو موراليس في إعادة حشد أنصاره؟ أم أن الانقسامات الداخلية ستمنح اليمين الفرصة لاستعادة الحكم؟