بيـــــــــان
تلعب المرأة دورًا محوريًا في تشكيل المجتمع والحفاظ على استقراره، ومن شأن تمكينها أن يعزز إدماجها في العمل المناخي للمزيد من التأثير الإيجابي في مواجهة التغير المناخي.
إذا كانت للتغيرات المناخية تأثيرات على حياة جميع الناس على مستوى الكون، إلا أن هذه التأثيرات غير متساوية، حيث هناك فئات أكثر تأثرًا، أهمها المرأة، والمرأة القروية والمرأة المعاقة على الخصوص.
وتعد مناسبة اليوم العالمي للمرأة فرصة لنا داخل الائتلاف المغربي من أجل العدالة المناخية لإسماع أصوات النساء اللواتي يشكلن نحو نصف سكان العالم، والتأكيد على ضرورة مشاركتهن في محادثات المناخ، ضمانا للعدالة المناخية التي هي قضية نسائية بامتياز، وعلى اعتبار أن النساء في الدول الأكثر هشاشة، يتحملن العبء الأكبر للأزمة البيئية رغم كونهن الأقل مساهمة فيها.
النساء في العالم والمناخ: مواجهة أزمة مضاعفة
غير خاف أن التغيرات المناخية تؤثر بشكل غير متناسب على النساء عبر العالم، فهن يعانين من النزوح، وفقدان سبل العيش، وزيادة العنف القائم على النوع الاجتماعي في أوقات الأزمات المناخية. ورغم ذلك، لاتزال أصواتهن مهمشة في صنع القرار البيئي، رغم دورهن المحوري في إيجاد حلول مستدامة.
فلسطين: المرأة بين الاحتلال وأزمة المناخ
في فلسطين، تتضاعف المعاناة، حيث يؤدي الاحتلال إلى تفاقم الأضرار البيئية، ومصادرة الموارد الطبيعية، وتدمير الأراضي الزراعية التي تعتمد عليها النساء لكسب العيش. تعاني النساء الفلسطينيات من نقص المياه وندرة الموارد، مما يزيد من هشاشتهن الاقتصادية والاجتماعية، في ظل سياسات الاحتلال القمعية التي تعرقل أي جهود بيئية محلية.
إفريقيا: النساء في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ
في إفريقيا تعاني النساء من الجفاف والتصحر والفيضانات التي تؤدي إلى فقدان الأراضي الزراعية وتفاقم الفقر والهجرة القسرية. ورغم أنهن في صميم الإنتاج الزراعي، فإنهن الأكثر تضررا من نقص المياه والتدهور البيئي، في غياب سياسة مناخية عادلة تضمن لهن الحماية والتمكين.
المغرب: الحاجة إلى عدالة مناخية للمرأة
في المغرب، تواجه المرأة القروية على الخصوص تحديات جسيمة بسبب التصحر وشح المياه، مما يؤثر على الزراعة والمعيشة اليومية. كما أن العاملات في القطاع الفلاحي والصناعي هن الأكثر هشاشة في مواجهة التغيرات البيئية. لذلك، يجب أن تكون العدالة المناخية في قلب أي سياسة تنموية، لضمان تمكين المرأة وتوفير بدائل مستدامة لها.
بناء على هذه الاعتبارات جميعا، فإن المكتب التنفيذي للائتلاف المغربي من أجل العدالة المناخية يطالب بـ:
إشراك النساء في صنع القرار البيئي على كافة المستويات، ضمانا لسياسة مناخية عادلة وشاملة؛
توفير الحماية للنساء، من الآثار المناخية الوخيمة ،عبر سياسات اجتماعية واقتصادية تدعم الفئات الأكثر هشاشة، خاصة النساء القرويات وذوي الإعاقة؛
إنهاء الاحتلال ووقف سياسات القمع التي تدمر البيئة وتهدد سبل العيش، خصوصًا في فلسطين؛
دعم المرأة القروية والمرأة المعاقة في المغرب وبإفريقيا عبر مشاريع بيئية مستدامة توفر لها بدائل اقتصادية.
وفي الأخير، فإننا نؤكد بمناسبة 8 مارس، على أن النضال من أجل حقوق النساء هو نضال من أجل كوكب عادل ومستدام، حيث تتحقق العدالة المناخية للجميع.. من أجل عدالة مناخية للمرأة: لاعدالة مناخية بدون عدالة اجتماعية
* المكتب التنفيذي للائتلاف المغربي من أجل عدالة مناخية