الشأن الإسبانيسياسة
أخر الأخبار

الملك فيليبي السادس.. لا مجال لتأجيل النقاش حول الأمن والدفاع في أوروبا

أكد الملك فيليبي السادس، يوم الاثنين، أن النقاش الدائر حول الأمن والدفاع في أوروبا بات أمرًا لا يمكن تأجيله، مشددًا على ضرورة حماية عالم يسوده القانون، والعمل معًا لمواجهة التحديات المشتركة.

جاءت تصريحات العاهل الإسباني خلال خطابه في افتتاح النسخة الخامسة من منتدى Wake Up, Spain! الذي تنظمه صحيفتا El Español وInvertia ومنصة Disruptores. ودافع الملك بقوة عن التعددية الدولية، قائلًا: “التعددية تعني الحوار والتعاون، وتعني احترام أصوات جميع أعضاء المجتمع الدولي، فهي تمثل العقل فوق القوة، رغم ما قد يشوبها من نواقص وتناقضات”.

أوروبا في لحظة حاسمة

وأشار الملك إلى أن “الاتحاد الأوروبي هو نتاج لهذا الفكر، حيث يسود القانون”، مضيفًا: “علينا حماية هذا العالم، ولهذا السبب، فإن النقاش حول الأمن والدفاع في أوروبا لم يعد قابلًا للتأجيل، إذ سيساعدنا على اتخاذ قرارات مصيرية من شأنها أن تؤثر على مستقبلنا خلال السنوات القادمة”.

كما استحضر الملك ما حدث قبل ثلاث سنوات عندما فوجئت أوروبا باندلاع حرب عدوانية، مؤكدًا أنها بنيت على “مفهوم خطير للعلاقات الدولية يقوم على سيادة القوة وانتهاك وحدة أراضي الدول، وهو مفهوم يتعارض تمامًا مع المبادئ التي يجب أن تحكم المجتمع الدولي”.

لذلك، شدد العاهل الإسباني على أن الوقت قد حان لكي تعزز أوروبا قدراتها الأمنية والدفاعية، مشيرًا إلى أن هذا التوجه أصبح ضروريًا أكثر من أي وقت مضى.

تحليل شامل وإرادة قوية

وأكد الملك أن “هذا الجهد لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تحليل شامل—يكون صادقًا ومسؤولًا وتضامنيًا—للمخاطر والتهديدات، مع وعي كامل بموقعنا وإمكاناتنا وتحالفاتنا، خاصة علاقتنا عبر الأطلسي، رغم الأصوات المشككة في ذلك”، مشددًا على ضرورة “اتخاذ قرارات حازمة لمواجهة التحديات المشتركة معًا”.

وحذر من أنه في ظل حالة عدم اليقين التي تسود العالم اليوم، حيث أصبحت الأطر المرجعية عرضة للاختبار، لا يمكن السماح بأن يسود الاعتقاد بأن “عالم القانون ينتمي إلى الماضي”.

وأضاف الملك: “عالم القيم والمبادئ الأساسية، وحقوق الإنسان، والتعددية، وآليات التعاون، أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. إنه عالم الحاضر، ويجب أن يكون عالم الحاضر. ولا يبدو منطقيًا التراجع عن هذا المسار الذي تطلب جهدًا كبيرًا لتحقيقه، والعودة إلى سياسة مناطق النفوذ، أو عالم تهيمن عليه علاقات القوة، أو إلى اقتصاد قائم على مبدأ المنفعة دون ضوابط”.

إسبانيا ودورها في المستقبل الأوروبي

وأكد العاهل الإسباني أن لدى بلاده فرصة تاريخية للمساهمة في مواجهة هذه المرحلة الحاسمة التي تمر بها أوروبا والعالم، قائلًا: “المشاركة في تعزيز أوروبا، ودعم تماسكها ورفاهيتها، وتعزيز دورها البنّاء في النظام العالمي، يتطلب القدرة على تحقيق توافقات واسعة، تمامًا كما فعلنا خلال 48 عامًا من الديمقراطية التي عشناها”.

كما أشار إلى أن العوامل الاقتصادية ستلعب دورًا رئيسيًا في هذا السياق، في ظل تنامي النزعات الحمائية حول العالم.

https://anbaaexpress.ma/08yh9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى