مجتمع
أخر الأخبار

وداعًا يا شيخ الحديث.. في رحاب الله يا أبا إسحاق الحويني

وداعًا بقلوب يعتصرها الحزن، ونفوس مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعى إلى الأمة الإسلامية رحيل العالم الجليل والمحدث الفذ، الشيخ أبو إسحاق الحويني، الذي كان رمزًا للعلم والورع، ومثالًا نادرًا للثبات على الحق ونشر السنة النبوية.

عالم الحديث وراية السلفية

وُلد الشيخ أبو إسحاق الحويني، واسمه الحقيقي حجازي محمد يوسف شريف، في يونيو 1956، بقرية حوين بمحافظة كفر الشيخ في مصر. كان منذ صغره متعطشًا للعلم، شغوفًا بالحديث النبوي الشريف، حتى أصبح أحد أبرز علماء الحديث في العصر الحديث. تتلمذ على يد كبار العلماء، ونهل من معين العلم الشرعي حتى صار مرجعًا في علم الحديث، مدافعًا عن السنة، ناشرًا لها في محاضراته وكتبه، التي أثرى بها المكتبة الإسلامية.

سيرة علمية حافلة بالعطاء

لم يكن الشيخ مجرد عالم نظري، بل كان رجل دعوة وعمل، حيث جاب المنابر والمساجد ناشرًا العلم، ومفسرًا للحديث النبوي بأسلوبه البسيط القريب من القلوب، مما جعله محبوبًا بين طلاب العلم والعامة على حد سواء.

عُرف بتحقيقاته العلمية الدقيقة، وشروحه العميقة للأحاديث، وكان له دور بارز في إحياء منهج المحدثين في العصر الحديث.

ومن أبرز كتبه ومؤلفاته:

شرح صحيح البخاري ومسلم
الرد على أهل البدع في تضعيف الحديث
إتحاف النبلاء بشرح السلسلة الصحيحة للألباني

الابتلاء والوفاة

على مدار سنواته الأخيرة، تعرض الشيخ لابتلاءات صحية عديدة، كان آخرها جلطة دماغية أثناء إلقائه درسًا، لكنه ظل صابرًا محتسبًا، حتى وافاه الأجل المحتوم. بوفاته، تفقد الأمة الإسلامية عالمًا من علماء الحديث، ومدرسة متفردة في تحقيق السنة ونشرها.

كلمة وداع…

رحمك الله يا أبا إسحاق، فقد كنت مدرسةً في الصبر، والتواضع، ونشر العلم. ستبقى كلماتك ودروسك حيّة في قلوب طلابك ومحبيك، وستظل منهجيتك العلمية مرجعًا لكل باحث عن الحق.

“إنا لله وإنا إليه راجعون”

رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.

https://anbaaexpress.ma/tfx5k

هشام فرجي

كاتب مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى