حديث الساعةسياسة
أخر الأخبار

حملة إعلامية حقيرة.. تفتقد للمهنية والأخلاق يشنها وزير الاتصال الجزائري ضد المغرب بعد توبيخه من طرف تبون وشنقريحة

حديث الساعة.. للأسف، يشن هذه الأيام وزير الاتصال الجزائري المدعو “محمد مزيان” حملة إعلامية مسعورة وغير مسبوقة على المملكة المغربية، تفتقد لأدنى معايير المهنية والأخلاقية، وذلك بعد توبيخه من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون و الفريق أول السعيد شنقريحة.

الجميع تفاجئ، بتصريح غريب لوزير الاتصال الجزائري، الشهر الماضي، خلال محاضرة ألقاها في جامعة الجزائر 3 حول “دور الإعلام التنموي”، الذي أثار جدلًا واسعًا داخل الأوساط الإعلامية وعلى مواقع التواصل، بعدما أعلن بأن أكثر من 9000 صحافي عبر العالم يعملون على تشويه صورة الجزائر، مؤكدا بأن الإعلام الوطني الجزائري، وخاصة التلفزيون العمومي، يجب أن يستعيد مكانته للتصدي لهذه الحملات.

تصريحات الوزير الجزائري، فتحت الباب أمام موجة من التعليقات اللاذعة والنقذ وكذلك السخرية على محمد مزيان، الذي صرح برقم لا يمكن للعقل البشري أن يستوعبه، وبأن الجزائر أصبحت مستهدفة من طرف العالم، مؤكدا بأن التلفزيون العمومي هو من يجب أن يتولى الرد والمواجهة وهذا منتهى الاستخفاف بعقول البشر.

كما أن المواطنين الجزائريين أجزموا في تدخلاتهم حوّل تصريحات الوزير، الذي يدعي بأنه اختصاصي في الإعلام والصحافة بل إنه ليس إلا مهرج يسيء إلى سمعة الجزائر والجزائريين.

وبأن طريقة معالجته لملف الإعلام بالجزائر تذكرنا بأساليب ستالين وحتى وزير الدعاية في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، “جوزيف جوبلز Goebbels” الملقب بمصنع الكذب.

وهناك البعض من يشبهه بالوزير “سعد الصحاف” وزير خارجية وإعلام عراقي في عهد الرئيس الراحل صدام حسين المدعو بوب بغداد الذي كان مكلفا بالدعاية خلال الهجوم الأمريكي على العراق والذي كان يصور العراق على أنه يحقق انتصارات على الجيش الامريكي في حين أن قواته اندحرت كليا وهزمت.

وزير الاتصال الجزائري يحاول احتقار الشعب الجزائري، أعلن عن رقم 9000 صحافي، ودفع الكثير للتساؤل  والاستغراب عن صحته ومصدره ودقته.

لكن حقيقة الأمر، تصريحات مسؤول الإعلام توضح جليا ليست هناك أي هجمات إعلامية أو استهداف للجزائر بل هو الهروب إلى الأمام بعد الفشل الإعلامي الذريع الذي تشهده الجزائر، ضعف الإعلام أصبح يهيمن على المشهد الجزائري الذي يفتقد للمصداقية.

في هذا الإطار صرح السيد “رشيد عوين” مدير منظمة شعاع لحقوق الإنسان من لندن لأنباء إكسبريس، قائلا: “لقد أصبحت هذه التصريحات مألوفة في الخطاب الرسمي الجزائري، حيث ترسخت النزعة التآمرية كنهج ثابت داخل النظام. وبدلًا من مواجهة التحديات الداخلية والاعتراف بها، يواصل المسؤولون تحميل قوى خارجية مسؤولية ما يعتبرونه تشويهًا إعلاميا”.

كما أكد مدير شعاع “لقد بلغ النظام الجزائري حد الهوس بنظرية المؤامرة، التي لا تبدو سوى وسيلة للتغطية على إخفاقاته الداخلية”.

توبيخ تبون وشنقريحة لوزير الاتصال محمد مزيان

وفق معطيات دقيقة، تؤكد بعد تصريحات وزير الإتصال المستهترة، عجلت بتوبيخه وتهديده بالطرد من قبل تبون وشنقريحة، مع توجيهه بشن حملة غير مسبوقة على المملكة المغربية.

الجزائر تتزعم حملة دعائية عدائية تصعيدية غير مسبوقة ضد المملكة المغربية، وقد أصبحت أشد حدة وعنفا، مع التنوع في الأساليب الهجومية، مع استغلال الإعلام العمومي الرسمي الجزائري، في هذه الحملة القذرة.

أصبح النظام الجزائري يعتمد في حملته الممنهجة على المغرب ومؤسساته ورموزه، في اختلاق الاكاذيب والأخبار الزائفة وبشكل يومي، بهدف التشويش والتشويه.

لكن الجميع أصبح يعلم بأن هذا السعار الجزائري العدائي، عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي سببه هو التألق الذي تشهده المملكة المغربية في عدة اصعدة إقليميا ودوليا، ويوضح جليا بأن الجزائر وصلت إلى مرحلة الإفلاس واليأس السياسي والأخلاقي.

بالإضافة أطلقت كذلك منذ فترة المخابرات الجزائرية حملة إعلامية تضليلة ممنهجة على فرنسا، وفي هذا الصدد شنت وسائل إعلام جزائرية حملة جديدة ضد نظيرتها الفرنسية، إثر عرض فيلم وثائقي يكشف معلومات حساسة عن استقطاب المعارضين واستخدامهم وسيلة للإيقاع بالناشطين، بعنوان “عندما تسعى الجزائر لإسكات معارضيها”، الأمر الذي ازعج حكام المرادية.

حيث شنت وكالة الأنباء الجزائرية هجوما لاذعا على الإعلام الفرنسي واتهمته بالتضليل والكذب، بعد عرض القناة الثانية الفرنسية تقريرا صحفيا يكشف أساليب المخابرات الجزائرية في ملاحقة ناشطي مواقع التواصل على الأراضي الفرنسية.

كما أن الوكالة الجزائرية التابعة للنظام العسكري، خصصت مساحة واسعة للهجوم على التقرير الفرنسي الذي يتضمن حقائق تحت عنوان “عندما تغرق فرانس تلفزيون في مستنقع التضليل الإعلامي” وأكثر من هذا استكملت باقي المنابر الجزائرية الأخرى المهمة بالهجوم على فرنسا وإعادة ترويج الاسطوانة المشروخة.

إن واقع الإعلام الجزائري الآن، أصبح يعيش الموت السريري والانحطاط بكل المعاني، فإن دوره المطلوب هو تحسين صورة بلاده وتبني مقاربة الرأي والرأي الآخر ونهج طريق الحريات، والاعتماد على الواقعية والمصداقية في الخبر حتى يقدم صورة مشرفة للجزائر أمام الرأي العام العالمي.

من زاوية أخرى، تصريحات الوزير، تسيء وتشوه صورة الجزائر أكثر من أي حملة إعلامية، وهي محاولة من أجل تضليل الرأي العام خصوصا الجزائري، حيث أن البلاد تعيش مشاكل داخلية كبرى في عدة مجالات وقطاعات ومن بينها “الصحافة والإعلام”.

النظام العسكري الجزائري، يعلم جيدا بأنه هو من يشوه صورة الجزائر بشتى الطرق، منذ العشرية السوداء ويعمل جاهدا بكل الوسائل بهدف قمع الحراك الشعبي، والمعارضين المطالبين بدولة مدنية ماشي عسكرية، وخلق عدو وهمي خارجي.

https://anbaaexpress.ma/rzlgp

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي وإعلامي خبير في الشأن المغاربي مدير عام أنباء إكسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى