منذ إصدار “الكتاب الأبيض” كوثيقة توجيهية للأمن والدفاع، دخل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في جدل مع الاتحاد الأوروبي، إذ يرفض استخدام مصطلح “إعادة التسلح” رغم أن وزارة الدفاع زادت استثماراتها في تحديث الترسانة العسكرية منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
وكشف تقرير لصحيفة el mundo الاسبانية أنه يجري العمل حاليًا على برامج التحديث الخاصة (PEM)، حيث تم تخصيص 43 مليار يورو لتمويل 56 برنامجًا تسليحيًا، منها 24 برنامجًا ضمن خطط التحديث الخاصة. في هذا السياق، حددت أوروبا سبعة مجالات أساسية لتعزيز قدرات الجيش الإسباني:
الدفاع الجوي
توصي المفوضية الأوروبية بتطوير نظام دفاع جوي وصاروخي متكامل يوفر حماية متعددة الطبقات ضد جميع أنواع التهديدات الجوية. تمتلك إسبانيا بالفعل ست بطاريات من نظام “ناسامز” (Nasams) يتم تحديثها حاليًا لزيادة عدد قاذفاتها من ثمانية إلى اثني عشر بحلول عام 2025.
وفي هذا الإطار، خصصت الحكومة الإسبانية 100 مليون يورو لشراء 68 صاروخًا من طراز AIM-120-C8 AMRAAM لتعزيز القدرات الدفاعية الجوية.
بالإضافة إلى ذلك، يجري تحديث بطاريات صواريخ “باتريوت”، حيث تمتلك إسبانيا أربع بطاريات، إحداها منتشرة في تركيا ضمن مهام الناتو.
وتمت الموافقة على استثمار 2.4 مليار يورو لشراء أربع بطاريات جديدة. كما شمل التحديث تعزيز منظومة الدفاع الجوي قصير المدى عبر شراء 522 صاروخًا من طراز “ميسترال” بقيمة 325 مليون يورو.
أنظمة المدفعية
يولي الاتحاد الأوروبي أهمية لتطوير أنظمة مدفعية متقدمة وصواريخ بعيدة المدى لضمان قدرات هجومية دقيقة. بعد سنوات من الإهمال، شهدت المدفعية الإسبانية انتعاشًا مع تسليم أنظمة الإطلاق الصاروخي “سيلام” (Silam) في أواخر 2023، بتمويل بلغ 700 مليون يورو لشراء القاذفات و650 صاروخًا.
كما تمتلك إسبانيا 90 مدفع هاوتزر ذاتي الدفع M-109 تم تحديثها عدة مرات، إلى جانب 82 مدفع هاوتزر SIAC يجري تحديث 72 منها بموجب عقد قيمته 36 مليون يورو. وتضم الترسانة أيضًا 56 مدفعًا L-118، وهي قطع مدفعية مجرورة تطلق قذائف عيار 105 ملم.
الذخائر
يشير “الكتاب الأبيض” إلى ضرورة إنشاء احتياطي استراتيجي للذخائر والصواريخ، إضافة إلى تعزيز الإنتاج الدفاعي لضمان الإمداد المستمر. في هذا الإطار، عززت وزارة الدفاع الإسبانية عقود توريد الذخيرة، وتم شراء:
– 67 مليون طلقة بندقية
– 34,500 قنبلة يدوية
– 104,000 قذيفة هاون
– 122,200 قذيفة مدفعية 155 ملم
– 109,000 قذيفة مدفعية 105 ملم
الطائرات المسيرة وأنظمة مكافحتها
تدعو أوروبا إلى تعزيز الاستثمار في الطائرات غير المأهولة التي تعمل بأنظمة متطورة، إلى جانب تطوير أنظمة مضادة للطائرات المسيرة. تمتلك إسبانيا طائرات استطلاع مثل “PASI” و”SIVA”، لكنها ركزت أيضًا على تعزيز دفاعاتها ضد الطائرات المسيرة من خلال نظام “CERVUS” المطور محليًا.
وفي 2023، تم توقيع عقد بقيمة 30 مليون يورو لشراء 14 وحدة من أنظمة مكافحة الطائرات المسيرة، بالتعاون مع شركات إسبانية مثل TRC وIndra وEscribano.
تعزيز التنقل العسكري
يدعم الاتحاد الأوروبي إنشاء شبكة لوجستية عسكرية متطورة تشمل طرقًا برية وبحرية وجوية لتسهيل تحركات القوات داخل أوروبا. تمتلك إسبانيا حاليًا 15 قاعدة جوية وخمسة مطارات عسكرية، بالإضافة إلى تواجد القوات البحرية في 12 منطقة، تشمل موانئ رئيسية مثل فيرول وقرطاجنة وقاعدة “روتا” البحرية.
الذكاء الاصطناعي والحرب الإلكترونية
توصي المفوضية الأوروبية بتطوير قدرات سيبرانية هجومية ودفاعية لحماية الفضاء الإلكتروني. وفي هذا الإطار، أنشأت إسبانيا “جيشًا رابعًا” مختصًا بالحرب السيبرانية، يضم حاليًا 400 جندي، مع خطط لزيادة العدد إلى 1,300 بحلول 2029. كما يجري توسيع مقر القيادة السيبرانية في “ريتاماريس”، إلى جانب تعزيز برامج الحرب الإلكترونية في مختلف فروع الجيش.
حماية البنية التحتية الاستراتيجية
يشمل هذا المجال تعزيز قدرات النقل العسكري الجوي والبحري والفضائي. تمتلك إسبانيا طائرات A400M مخصصة لإعادة التزود بالوقود في الجو، وتعمل البحرية على خطة استراتيجية لعام 2050 لتعزيز الأمن البحري. كما عززت البلاد نفوذها في الفضاء عبر أقمار “SpainSat NGI وNG II” الحديثة.