حديث الساعةسياسة
أخر الأخبار

تبون يستفز.. العالم العربي والشعب الفلسطيني ويقرر عدم المشاركة في قمة القاهرة حول غزة

الجزائر، للأسف أصبحت مكشوفة عند الرأي العام الدولي والإفريقي والعربي، وأصبحت معزولة عند الجميع، ويحاولون التهرب منها وتفاديها، لكثرة مشاكلها المستمرة

في إطار سلسلة مقالات حديث الساعة.. تستضيف جمهورية مصر العربية يوم غذ الثلاثاء 4 مارس 2025 القمة العربية غير العادية حول تطورات القضية الفلسطينية، وسيتم تناول التطورات المستجدة والمهمة للقضية، وستبحث كذلك خلال القمة خطط إعادة إعمار قطاع غزّة.

كما أنها تعد ثالث قمة طارئة بشأن غزة، خلال 16 شهرا بعد القمتين العربيتين بالرياض في نوفمبر 2023 و2024.

بالإضافة تعد كذلك ثالث قمة عربية تعقد بعد القمة العربية العادية الـ33 التي عقدت في البحرين في شهر ماي الماضي.

لكن هذه القمة العربية العاجلة، سبقها ضجيج وسخط من طرف النظام الجزائري، حيث قرر تبون ككل مرة وضع العصا في العجلة وإثارة المشاكل بعدم المشاركة في قمة القاهرة حول غزة، بحجة إشراك دول وإقصاء أخرى.

حيث أفادت وكالة الأنباء الجزائرية في بيان، بأن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة في أشغال القمة العربية الطارئة التي تنظمها مصر.

وأضافت الوكالة بأن تبون كلف وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر في أشغال هذه القمة.

وأكدت الوكالة بأن “هذا القرار يأتي على خلفية الاختلالات والنقائص التي شابت المسار التحضيري لهذه القمة، حيث تم إحتكار هذا المسار من قبل مجموعة محدودة وضيقة من الدول العربية التي إستأثرت وحدها بإعداد مخرجات القمة المرتقبة بالقاهرة دون أدنى تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية”.

وأضافت وكالة الأنباء الجزائرية في بيانها، بأن” رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون قد حزت في نفسه طريقة العمل هذه، التي تقوم على إشراك دول وإقصاء أخرى، وكأن نصرة القضية الفلسطينية أصبحت اليوم حكرا على البعض دون سواهم”.

ماهي دوافع قرار تبون بعدم المشاركة في قمة القاهرة؟

قمة القاهرة المرتقبة تعتبر مهمة في هذا الوقت الحساس، تبحث من أجل الوصول بشكل رسمي لقرار وموقف عربي موحد يرفض التهجير ويؤكد على الإجماع العربي لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية ودولية لوقف محاولات إخراج الفلسطينيين من أراضيهم.

بالإضافة كما سبق أن أشرنا بأن، هذه القمة ستبحث خطط إعادة إعمار غزة دون إخراج الفلسطينيين من أراضيهم، كما ستدعم إستكمال إتفاق وقف النار ومنع أي خروقات، مع الرفض بالمساس بثوابت القضية الفلسطينية، وأهمها بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، وعدم سلبه حقه المشروع.

هذه التشاورات تم التنسيق فيها مع الدول ذات مصداقية ولها تأثير إقليمي ودولي وتحضى بمكانة مهمة، وهذا ماأزعج الجزائر حيث تم إقصاءها من هذه التشاورات، بشكل واضح، وهذا راجع لضعفها الدبلوماسي ومشاكلها المستمرة مع جل الدول والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان.

أما فيما يتعلق بالعمل العربي المشترك وما يصدر من قرارات بشأنه ضمن جدول أعمال القمة العربية الطارئة القادمة التي ستنعقد بالقاهرة، فقد تم الحسم عقب قمة مصغرة استضافتها الرياض، الجمعة 21 فبراير الماضي، حيث كان لقاءً ودياً دعا إليه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، جمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر، لبحث موقفها من خطة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، حول “نقل سكان قطاع غزة إلى دول مثل مصر والأردن”.

وجدير بالذكر، لعبت مصر دور محوري في وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى مناقشة خطط إعادة الإعمار في القطاع، مع الدول المعنية، في ظل وجود الفلسطينيين في مصر وكذلك قامت السلطات المصرية بترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها بالقاهرة، مع دعم السلطة الفلسطينية، باعتبار قطاع غزة جزءاً من الأراضي الفلسطينية إلى جانب الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.

وتعهدت مصر بتقديم تصور شامل يعيد إعمار غزة، بعد إزالة الركام والردم، وتقديم المساعدة للفلسطينيين على العيش في بلادهم.

ومن أهم النقاط كذلك التي أفاضت الكأس، وخلفت صدمة عند النظام الجزائري وهي دعوة المغرب وسوريا والأردن ومصر لاجتماع وزراء خارجية مجلس تعاون لدول الخليج يوم الخميس المقبل بمكة المكرمة، مما يعني إقصاء الجزائر في هذه الظرفية الحساسة وما ينتج عن ذلك من تداعيات دولية حول الملف الفلسطيني وما يعني من عزلة عربية ودولية لنظام العسكر بالمرادية.

حيث أعلن مجلس التعاون الخليجي، عن اجتماع لوزراء خارجية دول المجلس بمشاركة مصر وسوريا والمغرب والأردن في مكة الخميس المقبل، وقالت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي إنه ستعقد اجتماعات وزارية مشتركة بين وزراء الخارجية الخليجيين ونظرائهم في كل من مصر، وسوريا، والمغرب، والأردن.

كما أنه من المقرر أن يهيمن على أعمال الاجتماع التطورات الإقليمية والأوضاع في قطاع غزة خصوصاً، وكذلك التطورات السياسية في سوريا.

إن إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته إسرائيل، وأعلنت حماس التي تديره أنها منطقة منكوبة، هو الحل العاقل والسليم، والمقاربة الأفضل لتثبيت أهل القطاع في أرضهم، ومنع تهجيرهم قسريًا، عوض مقترح دونالد ترامب الذي دعا تحويل غزة إلى “ريفيرا” الشرق الأوسط، يتطلب دول ذات سيادة ولها مواقف قوية و مشرفة.

الجزائر، للأسف أصبحت مكشوفة عند الرأي العام الدولي والإفريقي والعربي، وأصبحت معزولة عند الجميع، ويحاولون التهرب منها وتفاديها، لكثرة مشاكلها المستمرة.

إن هذه المحاولة المفضوحة التي قام بها الرئيس الجزائري، بعدم المشاركة في قمة القاهرة حول إعمار غزة، هدفها هو استفزاز العالم العربي والشعب الفلسطيني، وإثارة الإنتباه، وهذا ما يؤكد بأن الجزائر تواجه عزلة دبلوماسية متزايدة بسبب عصبيتها ومواقفها المتشنجة على المستوى السياسي واضحت خارج التغطية وكأنها في كوكب آخر.

إنّ المتتبع للشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي الداخلي للجزائر اليوم وبناءا على المعطيات السلبية التي لا تكاد تنتهي، سيحكم على البلد مباشرة بالانهيار، والتوجه نحو طريق مسدود بدون مخرج.

https://anbaaexpress.ma/ez78q

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي وإعلامي خبير في الشأن المغاربي مدير عام أنباء إكسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى