سياسةعاجل
أخر الأخبار

تحليل.. لقاء دونالد ترامب وزيلنسكي وتداعياته المحتملة

يبدو أن الأمور تتجه إلى تصعيد غير مسبوق في الحرب الأوكرانية، ليس فقط بين روسيا وأوكرانيا، ولكن أيضًا داخل المعسكر الغربي نفسه.

طرد زيلينسكي من البيت الأبيض – وهو سابقة دبلوماسية – يعكس تحولًا جذريًا في السياسة الأمريكية، حيث لم يعد ترامب يرى في دعم أوكرانيا مصلحة أمريكية مباشرة، بل بات يعتبرها عبئًا اقتصاديًا وسياسيًا.

انعكاسات هذا التصرف على العلاقات الأمريكية – الأوروبية:

• تصاعد الخلافات بين واشنطن والعواصم الأوروبية: رفض القادة الأوروبيون تصرف ترامب يعكس استياءً متزايدًا، خاصة وأنهم يعتمدون على أمريكا عسكريًا واقتصاديًا.

• تعزيز الجهود الأوروبية المستقلة: من المتوقع أن تدفع هذه الأزمة أوروبا نحو تعزيز صناعاتها الدفاعية وتقليل اعتمادها على أمريكا، كما أشار ماكرون سابقًا إلى ضرورة بناء “استقلالية استراتيجية”.

• تصعيد عسكري أكبر في أوكرانيا: مع تراجع الدعم الأمريكي، قد تلجأ أوروبا إلى اتخاذ خطوات أكثر عدوانية لدعم كييف، وربما تدخل بشكل أكثر مباشرة في الصراع.

• تقارب روسي – أوروبي محتمل: رغم التصعيد الحالي، قد تجد بعض الدول الأوروبية نفسها مضطرة لاحقًا لإعادة النظر في موقفها، خاصة إذا طالت الحرب وأثرت اقتصاديًا بشكل كبير.

ما الذي قد يحدث بعد ذلك؟

• قد تعلن بعض الدول الأوروبية عن إرسال قوات بشكل غير مباشر إلى أوكرانيا، مما يزيد من احتمال مواجهة مباشرة مع روسيا.

• احتمال فرض عقوبات أوروبية على الولايات المتحدة كشكل من أشكال الضغط السياسي والاقتصادي.

• في الداخل الأمريكي، قد يستغل الديمقراطيون هذه الأزمة لتصوير ترامب وإدارته على أنهم يضعفون القيادة الأمريكية عالميًا، بل طلب من ترامب ونائبه الاعتذار للرئيس الأوكراني، وكأنهم لا يعرفون ترامب وعناده.

• وايضا هناك استغراب من انحياز ترامب إلى لروسيا، وأن ذلك سوف يكون على حساب أوروبا.

الانقسام الغربي بشأن الحرب الأوكرانية قد يؤدي إلى أحد سيناريوهين متناقضين: إما تصعيد وإطالة أمد الحرب، أو دفع نحو تسوية سياسية.

أسباب قد تؤدي إلى إطالة أمد الحرب

• زيادة التدخل الأوروبي: مع تراجع الدعم الأمريكي، قد تضطر أوروبا لتعويض ذلك عبر إرسال المزيد من الأسلحة وربما المستشارين العسكريين، مما يدفع روسيا إلى تصعيد ردودها.

• تعنت أوكراني: قد تشعر كييف أن خسارة الدعم الأمريكي تتطلب منها مضاعفة جهودها العسكرية بدلاً من تقديم تنازلات، خاصة مع وعود ماكرون ودول أخرى بمواصلة المساعدات.

• توظيف الحرب سياسيًا: سواء داخل أوروبا أو في الولايات المتحدة، قد يحاول بعض القادة استغلال الحرب لإثبات موقفهم، مما يعقد أي جهود سلام.

أسباب قد تدفع لإنهاء الحرب أسرع

• ضغوط اقتصادية هائلة: أوروبا قد تجد نفسها غير قادرة على تحمل تكلفة الحرب لفترة طويلة دون دعم أمريكي، مما يدفعها للبحث عن مخرج دبلوماسي.

• مواقف داخل أوكرانيا: إذا شعرت القيادة الأوكرانية بأن الدعم الغربي لم يعد مضمونًا، فقد تضطر إلى إعادة النظر في إمكانية التفاوض مع روسيا.

• مصلحة روسيا في إنهاء الصراع: إذا رأت موسكو أن الانقسام الغربي يمنحها موقعًا تفاوضيًا أقوى، فقد تكون مستعدة للدخول في محادثات بشروط أقل تشددًا.

الاحتمال الأرجح؟

في المدى القريب، يبدو أن الحرب قد تستمر وتتصاعد، خاصة مع دخول أوروبا بقوة في المشهد، لكن على المدى المتوسط، قد يؤدي هذا التصعيد إلى ضغوط داخلية في أوروبا وأوكرانيا نفسها، مما يفتح المجال أمام مفاوضات.

السؤال الحاسم: هل ستنجح أوروبا في تعويض الدور الأمريكي عسكريًا واقتصاديًا، أم ستجد نفسها مضطرة للتفاوض؟

لقاء ترامب وزيلنسكي في البيت الأبيض
https://anbaaexpress.ma/fcvq9

إدريس أحميد

صحفي و باحث في الشأن السياسي المغاربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى