حديث الساعةسياسة
أخر الأخبار

في خطوة استفزازية لأمريكا.. الجزائر تسلم شحنة نفط خام لكوبا مقابل استمرار الدعم للبوليساريو “صورة”

الجزائر تستغل أزمة كوبا الاقتصادية لخدمة اجنداتها المشبوهة وفي نفس الوقت تستفز الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تقوم بكسر الحظر الأميركي على الجزيرة “كوبا”، التي تتكون من عدّ‌ة أرخبيلات

حديث الساعة.. وفق معلومات دقيقة وحصرية توصلت بها أنباء إكسبريس، قامت الجزائر في خطوة استفزازية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، بتسليم النفط الخام سرًّا إلى كوبا الأسبوع الماضي من الشهر الجاري، مقابل تعهدها باستمرار دعمها لمليشيا البوليساريو.

وذلك بسبب انقطاعات الكهرباء الناجمة عن نقص النفط الخام وأزمة المحروقات الخانقة في البلاد، حيث أن اقتصاد كوبا كله متوقف والدولة على وشك الإنهيار في أي وقت.

وفي هذا الصدد، كذلك رصد موقع ThankerTrackers المشهود له عالميا بمعلوماته الموثقة والدقيقة عبر الأقمار الاصطناعية، سفن جزائرية مصممة لنقل كميات كبيرة من النفط، متجهة إلى كوبا.

وللإشارة، موقع ThankerTrackers المستقل يقوم بتتبع وإصدار التقارير عن شحنات، النفط الخام في العديد من النقاط الجغرافية والجيوسياسية ذات الاهتمام، باستخدام صور الأقمار الصناعية اليومية، والتصوير الساحلي، وبيانات AIS في الوقت الفعلي.

موقع ThankerTrackers يرصد شحنات من النفط الجزائرية متجهة إلى كوبا عبر الأقمار الاصطناعية

دعم الجزائر لكوبا مقابل دعم البوليساريو

جدير بالذكر، النظام العسكري الجزائري، سبق أن أرسل عدة شحنات من النفط الخام إلى كوبا في السنوات الماضية لتعويض نقص إمدادات فنزويلا، بهدف دعم عصابة البوليساريو الإرهابية.

كما أن شركة سوناطراك الجزائرية المملوكة للدولة، ترسل هذه الشحنات من النفط الخام إلى كوبا، في اتفاق مع حكومة هافانا، لخدمة أهداف سياسية للجزائر.

أرسلت شركة البترول سونطراك، وفق تقارير سنة 2016 مايقارب 515 ألف برميل نحو هافانا، وهذا راجع إلى أن كوبا تعاني صعوبات في توفير مصدر مستقر من البترول بسبب الأزمة التي تشهدها الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.

ووفق عدة تقارير سبق أن هددت كوبا بطرد عناصر من ميليشيا البوليساريو بسبب تقاعس النظام العسكري الجزائري عن دفع المستحقات العالقة والمقدرة بـ450 مليون، مقابل عمليات التدريب والتكوين التي استفادت منها عناصر من ميليشيا عصابة البوليساريو المسلحة التي أرسلها النظام العسكري الجزائري.

الجزائر تستغل أزمة كوبا الاقتصادية لخدمة اجنداتها المشبوهة وفي نفس الوقت تستفز الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تقوم بكسر الحظر الأميركي على جزيرة “كوبا”، التي تتكون من عدّ‌ة أرخبيلات.

و تفرض أمريكا حصارا اقتصاديا خانقا على كوبا، وعقوبات زجرية وذلك بسبب سياسة هافانا التي انتهجت سياسة زعيم الثورة الراحل فيدل كاسترو الشيوعية الراديكالية المُعادية للنظام الرأسمالي وللدول الليبرالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

لهذا في ظل الدعم المتزايد لمغربية الصحراء، ولمقترح الحكم الذاتي، حيث جددت وأكدت مجموعة من دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، دعمها الثابت لجهود الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهادفة إلى التوصل إلى حل سياسي نهائي لقضية النزاع الإقليمي المفتعل، كما سحبت أكثر من خمسين دولة إعترافها بمليشيا البوليساريو.

أكثر من هذا مع عودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، أصبح جليا يلوح في الأفق فصل جديد للمملكة المغربية، حيث يرتقب بشكل كبير أن تسير عدة دول أخرى على خطى واشنطن وتدعم الوحدة الترابية للمغرب ولسيادته على كامل أراضيه.

هذا مادفع بالنظام العسكري الجزائري، إلى التسابق مع الزمن، بعد هذه الاخفاقات الدبلوماسية المتتالية، والعمل بدعم مجموعة من الدول في إفريقيا وامريكا اللاتينية، من أجل أن تدعم مخطط الانفصال الدولة الوهمية “البوليساريو”.

وقد أظهرت الجزائر دعمًا غير مشروط لمسلحين مليشيا البوليساريو منذ عام 1975، حيث قدمت الأسلحة والتدريب والمساعدات المالية والغذاء دون انقطاع لأكثر من 50 عامًا بدون توقف.

علاقة البوليساريو مع كوبا

أما بالنسبة للعلاقات بين البوليساريو وكوبا، فإنها تعرف تراجعا كبيرا وتدهورا، غير مسبوق بالإضافة إلى انخفاض أعداد الأطفال الصحراويين المرحلين الذين تم الزج بهم قسرا رغما عنهم وعن عائلاتهم إلى كوبا.

كان في السابق يتم نقل آلاف الأطفال الصحراويين إلى كوبا منذ سبعينيات القرن الماضي، من طرف النظام الجزائري وقيادة البوليساريو، و عانوا أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان، حيث تم نقلهم بالقوة، لكن الآن الوضع تغير تماما وتراجع جحيم الأطفال الصحراويين المرحلين إلى كوبا.

وقد أكد عدد من الصحراويين اللذين فروا من جحيم كوبا، ومعاناتهم الطويلة، في هذا البلد بأن مئات الأطفال كان يتم ترحيلهم سنويا نحو كوبا، بحجة التكوين الإيديولوجي، لكن كان الهدف الحقيقي من هذا الترحيل هو مواصلة الضغط والابتزاز الدنيء على آباء وأقارب الأطفال المرحلين المحتجزين لمنعهم من الهروب من مخيمات العار والذل بتندوف.

وقد عاش الصحراويون المرحلون قسرا إلى كوبا، مآسي إنسانية صعبة وتعرضوا للتعذيب العلني وهناك المئات من الشهادات التي يقشعر لها الأبدان، من طرف الصحراويين الهاربين من البلد الشيوعي كوبا.

https://anbaaexpress.ma/8f2rp

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي وإعلامي خبير في الشأن المغاربي مدير عام أنباء إكسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى